إصدارات.. نظرة أولى

10 يوليو 2018
("كتاب بأجنحة" للفنان الألماني أنسليم كيفر)
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفلسفة والتاريخ والترجمة والدراسات الاجتماعية والسياسية والشعر والرواية والسيرة النبوية والنقد وتاريخ الأدب.

■ ■ ■

"سوسيولوجيا المقاومة والحراك في فضاءات مدينة القدس المُستعمَرة" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "مركز الأبحاث - منظمة التحرير الفلسطينية" للباحث الفلسطيني أحمد عز الدين أسعد، الذي يقارب طبيعة المقاومة المقدسية التي أخذت شكل اللاحركات الاجتماعية مستعيراً مفهوم الكاتب الإيراني آصف بيات، كما يدرس سياسات الاستعمار الإسرائيلي في القدس عبر مراحل تاريخية مختلفة، وتحوّلات أنماط المقاومة في المدينة المحتلة. يركز الباحث على دوافع تشكل الحراك المقدسي وشرارته، ودور الفواعل السياسية والثقافية والاجتماعية في القدس وخارجها في الحراك، وسوسيولوجيا النخبة المقاومة.


صدرت حديثاً عن "دار الرافدين" ترجمة كتاب "اقتصاد ما لا يضيع: قراءة سيمونيد الكيوسي مع باول تسيلان" للباحثة الألمانية آن كارسن، ونقله إلى العربية المترجم العراقي علي مزهر. يدرس الكتاب تجربة الشاعرين الإغريقي سيمونيد (468 – 556 ق.م)، أحد أوائل الذين تفرّغوا للشعر باعتباره مصدراً للرزق وكتبوا قصائد تدعو إلى الأخلاق والحكمة، والألماني الروماني الأصل باول تسيلان (1920 – 1970)، الذي يعدّ أحد أبرز المجددين في الشعر الأوروبي ووصفت قصيدته بأنها كتابة ضد الكتابة، حيث تكشف المؤلفة عناصر التجاور بينهما عبر استعارة مفهوم التبادل من علم الاقتصاد.


عن منشورات "سطور"، صدرت مؤخراً مختارات من أعمال الشاعر الموريسي مالكولم دو شازال (1902 - 1981)، بترجمة أنجزها عدنان محسن. مثّلت تجربة دو شازال نموذجاً أساسياً في ما يسميه بعضهم "الشعر الكوني"، حيث تختفي الإشارات الهوياتية في النص، وقد يرجع ذلك إلى تعدّد الانتماءات لدى الشاعر، حيث إنه من أسرة ذات أصول أوروبية استقرت في جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي. من أشهر إصدارات الشاعر: "مفتاح الكوسموس" (1951)، و"المعنى السحري" (1957)، و"الفم لا ينام أبداً" (1976)، كما صدرت مذكراته بعد رحيله بعنوان "الأوتوبيوغرافيا الروحانية" (2008).


يصدر قريباً عن "منشورات جامعة ليفربول" البريطانية كتاب "الشعر وبارت: ردود الفعل الأنغلوفونية 1970 - 2000" للشاعر والباحث الأسكتلندي كالوم غاردنر، الذي يطرح عدّة تساؤلات للنقاش؛ من بينها: ما أنواع اللذة التي نجدها في الكتابة والقراءة؟ وما السلطة التي يمتلكها الكاتب على النص؟ وما حدود قدرة اللغة على نقل الأفكار والمشاعر؟ من خلال تتبع تفاعل الشعراء الذي يكتبون بالإنكليزية مع مقولات السيميولوجي الفرنسي رولان بارت (1915 – 1980)، منذ بداية السبيعينات، مفصّلاً آراء وتوجهات مناصريه ومؤيديه من كتّاب بريطانيا والولايات المتحدة.


عن منشورات "عصير الكتب" في القاهرة، صدر حديثاً كتاب "السيرة مستمرة" للباحث العراقي أحمد خيري العمري، الذي يقدّم قراءة جديدة في نشوء الدعوة الإسلامية منذ مولد النبي محمد وحتى نهاية المرحلة المكّية، ليس عبر مقاربة الأحداث والمحطات الأساسية فيها، بل بتقديم تحليل نفسي لعدد من الشخصيات الفاعلة في تلك المرحلة ونمط سلوكها وكيفية بناء التحالفات التي اعتمدت على الصلات وتشابك العلاقات والمصالح بين أطرافها، كما يقف عند بعض المغالطات التاريخية التي تفنّدها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وانعكاسها على مسار الصراع السياسي في مكة.


"حرب الحضارات لن تحدث" عنوان كتاب الباحث الفرنسي رافائيل ليوجييه الصادر مؤخراً عن "المركز الوطني للبحث العلمي" في فرنسا. العمل يحلّل مقولات نظرية صدام الحضارات وأثر تداولها في السياسة الدولية وفي الاقتصاد والثقافة، وينتهي إلى القول إن هذا الطرح يبقى منحصراً في الإطار النظري ولا يمكن بحال أن يتجسّد، حيث إن ميكانيزمات أخرى تحتاجها العولمة سوف تمنع مقولات صامويل هنتنغتون من التحقق. يؤكد ليوجييه أن ظواهر من قبيل التطرّف الديني وحركات نبذ الأجانب لا تعبّر عن صراع بين الحضارات وإنما هي مخرجات أخطاء السياسات الاجتماعية.


صدر عن "منشورات مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية" في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في تطوان كتاب "في الحاجة إلى التأويل"، والذي يجمع الأوراق التي قُدّمت خلال مؤتمر بالعنوان نفسه انتظم في نيسان/ إبريل الماضي. من الدراسات التي تضمّنها الكتاب: "في المعرفة والسلطة" لـ عبد السلام بنعبد العالي، و"نيتشه المتعدّد، في لا نهائية التأويل" لـ فوزية ضيف الله، و"مشروع القارئ البليغ: المسارُ المسلوكُ والأفق المنتَظَر" لـ محمد بازي، و"التراث السردي: التأويل بالحكاية، عبد الفتاح كيليطو نموذجاً" لـ عبد الرحمن التمارة.


بترجمة باولا حيدر، وعن منشورات "انترلينك"، صدرت مؤخراً ترجمة رواية "طبع في بيروت" للكاتب اللبناني جبّور الدويهي. من خلال حبكة بوليسية، يتناول العمل تاريخ الطباعة، وصناعة الكتاب بشكل عام، في بيروت من القرن التاسع عشر إلى زمن قريب، حيث يعود إلى كيفية تشكّل مطابع معروفة وكيف فقدت مكانتها لأسباب متنوعة ثقافية ومالية، وأيضاً بسبب الحرب التي جرى فيها نهب الكثير من المطابع وتدميرها، وصولاً إلى أسباب تتعلّق بعدم تطوير هذه الصناعة وتجديد دمائها. من وراء تاريخ الطباعة يضيء الدويهي أيضاً مجموعة من القضايا الإشكالية في تاريخ لبنان الحديث.


دلالات
المساهمون