ياني.. صناعة ثقيلة للترفيه

08 نوفمبر 2015
(ياني في مصر)
+ الخط -

خلال أسبوع، مرّ ياني من المنطقة العربية تاركاً وراءه المنبهرين وصيحات تهليلهم. فبحفلاته الضخمة، وبدعاية مضخّمة استمرت لأيام، كان من المتوقّع أن يحدث ضجّة وأن يلتقطها جزءٌ من الإعلام الدائب على التقاط هكذا مناسبات وتحويلها إلى سوبر-حدث ثقافي.

من خلال تنقّلاته، بدا الفنان اليوناني الأميركي مثل قطعة شطرنج تتحرّك فوق رقعة، لا يتحرّك فوقها الفنّانون وحدهم، وإنما الحروب أيضاً والأسلحة الثقيلة والمخططات الاستراتيجية ولاعبوها الكبار.

من الصعب أن لا نمسك خيطاً حين نجد ياني يحط في مصر ثم ينتقل إلى الإمارات، ولا يخفى ذلك الانسجام الحميم الذي كان أحد أسباب جلوس الرئيس المصري الحالي على كرسيه. هكذا، يكاد يشبه ياني رئيس دولة (بفخامته وسطوة شهرته) يتحرّك وفق روزنامة معلومة، يقيس خطواته بعد معرفة دقيقة بالتقسيمات الجيوسياسية للمنطقة.

في مصر، فُتحت له "هضبة الهرم"، ليقيم حفلين إبهاريين سرعان ما قورنا بعبقريات المعمار المصري القديم وضخامته. وفي الشارقة، قيل إنه صنع حدثاً مما يحدث مرة واحدة كل عقد من الزمان. طبعاً، تحدّث ياني عن السلام والتسامح، وماذا عساه يقول؟ تلك هي العملة التي ينفق منها "جناتلة" الفنانين.

في كلا المحطتين، كان ياني يقف فوق مثلث؛ فن وسياحة وسياسة. ومن وراء أضواء حفلاته، يرتسم شيء من الماضي القريب، في زمن كانت فيه الأنظمة العربية تأتي باستعراضات كبرى في لعبة الإلهاء والتفاخر بالإنجازات، وثمة دائماً في مقابل هذه الرغبة فنانون معروضون في الفترينة، مختصّون في صناعة "الترفيه"، ولو كان ذلك فوق رقعة شطرنج مفتوحة على أفق مجهول.


اقرا أيضاً: احتفالات 6 أكتوبر: إلى الوراء سر

المساهمون