ناصر رباط.. في تأمل الحداثة عربياً

29 مايو 2019
شاكر حسن آل سعيد/ العراق
+ الخط -

اهتمّ أستاذ العمارة الإسلامية السوري ناصر رباط بدراسة تاريخ وثقافة المعمار والفن خاصة في العصور الإسلامية؛ الفترات الأموية، والأيوبية، والمملوكية، وصولاً إلى حداثة القرن التاسع عشر، من منظور الدراسات مابعد-الاستعمارية والاستشراق، وتطبيقاتها في تحليل العمارة التاريخية والمعاصرة في العالمين العربي والإسلامي.

"الثقافة العربية وعقدة الحداثة" عنوان المحاضرة التي سيلقيها عند العاشرة من صباح الغد، في "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون" (بيت الحكمة) في قرطاج بالقرب من تونس العاصمة.

يشير رباط في حديث صحافي سابق إلى أن "لقاء الثقافة العربية بالحداثة كان لقاءً منقوصاً واستمرّ منقوصاً، وهو السبب الرئيسي لنكوصنا نحو ثقافة متخيّلة سابقة، نظنّ بوجود إمكانية استلال حداثة جديدة منها، وأن ثنائية الحداثة والتراث اصطناعية، لأن العودة إلى التراث أتى نتيجة خيبة أملنا وعدم إمكانية تماهينا مع الحداثة، وأحد أسبابها مفهومٌ تماماً؛ أنها أتتنا من طريق الاستعمار".

ويوضح أن السبب الثاني غير مفهوم؛ إذ أننا لم نستطع تطويع الحداثة، لتطوير مفاهيمنا عن الحريّة الفرديّة وعن الحريات الاجتماعية، مؤكداً ضرورة الفصل بين الاثنين، فالاهتمام بالتراث هو شيء كان طوال عمره مهمومٌ به، لكنه لا يتماهى معه، بل يهتمّ بدراسة التراث كتراث، وهو أيضاً يرى نفسه حداثوياً، ابن اليوم، وأن العرب جميعاً أبناء اليوم، وعملية العودة إلى ما كان باعتباره المنقذ من المأزق الذي نحن فيه، هو المازق الأساس فكرياً.

ويرى صاحب كتاب "ثقافة البناء وبناء الثقافة - بحوث ومقالات في نقد وتاريخ العمارة 1985-2000" أن المشكلة تكمن في أن العرب لم يحلوا علاقتهم بالتراث عبر الاشتباك التام مع الحداثة.

كما يعتبر أن الثقافة العربية، كغيرها من الثقافات غير الغربية، لم تعانِ الحداثة مباشرة ولم تمر بالهزات النفسية العميقة التي مرت بها المجتمعات الأوروبية خلال اكتشافها حداثتها. بل إن الحداثة، ومستحقاتها من هياكل معرفية وقانونية وسياسية واجتماعية واقتصادية وتكنولوجية، قد فرضت عليها فرضاً في ظل الهيمنة الأوروبية.

وكان رد فعل مجتمعاتنا عندما فوجئت بالغرب يأتيها مستعمراً ومحتلاً ومستغلاً إما تقليده لتلافي تهديده والأمل بالتكافؤ معه، أو الانكفاء على نفسها وتناسي التحدي والتفتيش عن حل ما في تاريخها وتراثها.

دلالات
المساهمون