إبراهيم الخياط.. رحيل في حادث سير

29 اغسطس 2019
إبراهيم الخياط (1960 – 2019)
+ الخط -

ينتمي الشاعر العراقي إبراهيم الخياط (1960 – 2019) الذي رحل أمس الأربعاء إثر حادث سير في طريقه إلى مدينة دهوك، إلى شعراء الثمانينيات الذين انتسب كثيرون منهم إلى أحزاب وأيديولوجيات أثرّت كثيراً على نتاجاتهم الثقافية ومواقفهم السياسية.

وأصدر "الاتحاد العام للأدباء والكتاب" في العراق بياناً ينعى فيه أمينه العام، ومنه "هذا الرحيل الفاجع أثار في نفوس الأدباء العراقيين شجناً كبيراً لما تحمله سيرته الثقافية والمهنية من أثر طيب ومسؤولية فاعلة آمنت بالعراق الجديد وبقيم البناء الوطني، وأهمية أن يكون المثقف العراقي في خط المواجهة الأول ضدّ الجهل والتخلف والتكفير".

وذكر الاتحاد أن الخياط كان يحضُر نشاطاً ثقافياً في مدينة عقرة في إقليم كردستان، وتعرّضت السيارة التي كانت تقله برفقة الشعراء عمر السراي، ومروان عادل، وأوات حسن أمين، إلى حادث سير مروري، أدى إلى رحيله وإصابة الآخرين بكسور وكدمات.

ولد الراحل في محافظة ديالى، وتخرّج من كلية الآداب من "جامعة بغداد"، والتحق بصفوف "الحزب الشيوعي" وتعرّض للاعتقال بسبب انتمائه الحزبي، ولم يصدر سوى مجموعة واحدة بعنوان "جمهورية البرتقال" عام 2013.

تفرّغ الخياط للعمل العام في "اتحاد الكتاب"، وتم انتخابه في مجلسها المركزي خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، وشغل منصب أمينه العام عدّة دورات متتتالية، وكان له عمود أسبوعي ينشر كل أربعاء في صحيفة "طريق الشعب" التي تصدر عن "الحزب الشيوعي العراقي"، وسبق له عام 2017 أن نال درجة الماجستير في الآداب وكان يحضّر لنيل شهادة الدكتوراه.


جمهورية البرتقال

*إبراهيم الخياط

بين الأسى
واستدارة النهر الذبيح
كانت خطاي
تنبئ بالجفاف
وتقرأ سورة الماء المدمّى
أيامئذ
انتكس القلب مرة
وانتكس النهر مراتٍ
فلم يبق لقلبي سوى ظلَّ أنثى
ولم يبق لنهرنا الشقي
سوى حثالة الأهل المتسربين
ومثل كل مرة
كانت المدينة تسورني بالتماعاتها
وتأمرني بالبكاء
ـ وانا المجبول دمعاً ـ
إذن كيف أوهمونا ان للمدن ذاكرة؟
يا مدينة الباعة الصغار
أخافُ على زجاجة روحي
أربعون صيفاً 
ولم تهشمها دورة المعاركِ
ولا غزو خائنات العيون
لأن روحي ماء النار
يا مدينة الحصار
جفّ القلبُ
جف النهر
فما عاد القلب كبيراً
ولا عاد النهر عظيما
والذي كانت تزفّه النوارس
دهراَ
هجرته الآن حتى الضفادع
فمثل القلب إقفر
ومثل البعض خان الأسرار
يا بلدة الغار
أكتوي وجداً
وأنثر على النهر حبّات قلبي
فللخائبين ظمأ واحد
وشاطئ واحد
يغسله حزن الأشجار
يا بقية الدار.

المساهمون