معمار الإنسان

29 ابريل 2016
(مدينة جرش بتخطيط سابا جورج شبر)
+ الخط -


الإنسان أولاً، أو المعمار الإنساني، هذا هو المبدأ الأول الذي اتخذه سابا شبر (1923-1968)، هادياً له في تأملاته وفي المشاريع التي أشرف على التخطيط لها.

إنه يبدأ بداية موفّقة حين يلاحظ أن العالم العربي، أو ما كان يشار إليه قبل بضعة عقود باسم الشرق الأدنى، يمتلك تراثاً في التمدّن، أي بناء المدن، كان فيه مبادراً على صعيد نظري وعملي.

وعلى الصعيد النظري، تبرز شخصية ابن خلدون الذي كان أول باحث يهتم ببنية ومعمار المدن في مقدّمته الشهيرة.

يكشف شبر عن وجه شبه مجهول لهذه العبقرية العربية التي سبقت زمنها كصاحبة أفكار خلّاقة في تخطيط المدن ومعمارها وهندستها.

أما على الصعيد العملي، فهذه المنطقة الجغرافية هي مكان ميلاد معظم الحضارات القديمة، من بابلية وآشورية إلى كنعانية إلى مصرية قديمة إلى يمنية وصولاً إلى الإسلامية، إضافة إلى أنها شهدت حضور حضارات أجنبية، يونانية ورومانية وغيرها، تتناثر آثارها في أرجائها.

ويجب العثور على أصول هذا التمدّن المعماري، شأنه في ذلك شأن المنجزات الأخرى، في ما هو اليوم بلدان الوطن العربي.

وليست أسماء مدن مثل الكرنك وطيبة ونينوى وقرطاجنة وبيبلوس وجرش وتدمر وبابل وبعلبك، وجملة من المدن العربية الأخرى، إلا صفحات مضيئة في تاريخ طويل استطاع دائماً تجاوز لحظات مظلمة كالتي نعيشها الآن.

دلالات
المساهمون