بعد ما اعتُبر منحُ "جائزة نوبل للآداب" لـ بوب ديلان مفاجأةً، يبدو أن بقية الجوائز أخذت تستسيغ نكهة المفاجآت، وهو ما حدث، اليوم، مع الإعلان عن الفائز بإحدى أبرز الجوائز الأدبية الفرنسية. وعلى عكس ديلان الذي هو في خريف مشواره الفني، اختارت "أكاديمة غونكور" منح جائزتها لكاتبة في بدايات تجربتها.
حازت الروائية الفرنسية من أصل مغربي، ليلى سليماني، الجائزة، في دورتها لهذا العام، عن روايتها "أغنية عذبة" (منشورات "غاليمار")، وهي التي تبلغ من العمر 35 عاماً، ولم تظهر في المشهد الثقافي الفرنسي إلّا منذ سنتين، حين نشرت أولى رواياتها "في حديقة الغول".
هكذا، تصبح سليماني ثالث روائي عربي "فرنكفوني" يفوز بـ "غونكور" للرواية، بعد المغربي الطاهر بن جلون (1944) عن "ليلة القدر" عام 1987، واللبناني أمين معلوف (1949) عن "صخرة طانيوس" عام 1993. (فاز كل من عبد اللطيف اللعبي وفينوس خوري غاتا بغونكور للشعر، الأول عام 2009 والثانية عام 2011)
حظيت سليماني بترشيحات الكثير من النقّاد والصحافيين الثقافيين، وحقّقت روايتها حضوراً لافتاً، مقارنةً بالنصوص التي وصلت إلى قائمة الغونكور الأخيرة. هذه التوقّعات ترجمتها نتيجة التصويت؛ حيث حظيت "أغنية عذبة" بستة أصوات، وكان أقرب منافسيها غايل فايي عن رواية "بلد صغير"، والذي حصل على صوتين.
تتناول الرواية، على عكس ما يوحي به عنوانها، موضوع الجريمة، إذ تبدأ بقتل مربّية تُدعى لويز لطفلين. المفارقة هي أن هذه المربية معروفة بطيبتها ونبلها، ومن هنا تصنع سليماني حبكة عملها؛ حيث تعود إلى حياة لويز من أجل تفسير "المستحيل الذي وقع"، فتكشف، على نمط روايات التشويق السيكولوجية الأميركية أساساً، كيف تغرق البطلة في الجنون من دون أن يلحظ أحد ذلك.