"الوطني لمسرح التجريب": حضور أفريقي

21 ابريل 2018
(من عرض "الخادمتان" لـ سي دومانيل)
+ الخط -
منذ تأسيس "المهرجان الوطني لمسرح التجريب" في مدنين (500 كلم جنوب شرق العاصمة تونس)، كان التوّجه الأساسي نحو الجمهور في مدينة صغيرة ونائية لخلق تفاعل دائم بينه وبين الفن الرابع على مدار أكثر من عقدين، وقد نجح إلى حدٍ بعيد حيث تنتظم دروته الثانية والعشرين مساء غدٍ السبت وتتواصل حتى السابع والشعرين من الشهر الجاري.

تخرج الدورة الحالية من بعدها المحلي إذ تستضيف عروضاً وورشات لمخرجين من ساحل العاج والكاميرون والجزائر إضافة إلى المسرحيات القادمة من مدن تونسية، وهي تتوزّع على أماكن عدّة؛ منها "المركب الثقافي"، و"المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية"، و"السجن المدني خرنوب" و"المسرح الصغير" وعدد من المدارس في المدينة.

تُفتتح التظاهرة بمسرحية "الخادمتان" للمخرجة سي دومانيل من ساحل العاج، المأخوذة عن نص الكاتب الفرنسي جان جينه الذي يحمل العنوان ذاته، وهو من أكثر نصوصه التي جرى تقديمها على الخشبة بنسخ متعدّدة، وتتناول إشكالية العلاقة بين العبد والسيد، عبر قصة خادمتين تقومان يومياً باستعارة ملابس سيدتهما رغبة بالتحرر من كلّ ذلك التسلط لسيدة غائبة، ويتقمصّان شخصيتها لتنتهي اللعبة بقتلهما.

كما يحضر المخرج الجزائري حليم زدام بعرضه "نستنّاو.. ف..الحيط"، الذي يستند "أنتيغون" للشاعر الإغريقي سوفكليس، و"في انتظار غودو" للكاتب الأيرلندي صموائيل بيكيت، لرصد حالة الانتظار، التي باتت تهيمن على الواقع الجزائري، حيث الجميع رافض لهذا الواقع ومنتظر غداً مختلفاً عنه على أمل التّغيير.

يتضمّن البرنامج عروضاً هي؛ من بينها: "خوف" للمخرج التونسي فاضل الجعايبي الذي يتناول فيه شخصيات متناحرة في منطقة نائية تنتظر الفناء جوعاً أو على يد بعضهم بعضاً، في إسقاطات على تونس في السنوات القليلة الماضية وما يعيشه مجتمعها من ترقب وقلق واضطراب، و"حورية البحر" لـ أمير عيوني الذي يستند فيه إلى نص "السيد التي تأتي من البحر" لـلكاتب النرويجي هنريك إبسن.

إلى جانب "قُم" لـ محمد الطاهر خيرات الذي ينتقد النظام التعليمي، و"مصير فرشاة" لـ فريال رمادي، و"طيطح" لـ ضو العوني، و"ذيب" لـ مقداد معزون، وعروضٍ في فن الحكي لكلّ من خالد شنان وفوزي اللبان، ومحاضرة حول "قانون الفنان" لـ رمزي محمدي، وعدد من الورشات حول الرقص والمسرح الأفريقي.

المساهمون