القمة العربية.. في ترهّل الخطابات

04 ابريل 2019
مقطع من عمل لـ سبهان آدم/ سورية
+ الخط -

تعاقبت كلمات القادة العرب أثناء أعمال القمة العربية، التي انعقدت الأحد الماضي في تونس، طافحةً بالعبارات الخشبيّة، جانحةً إلى التخثّر. لا تشير فيها الجملُ إلى واقع ولا ترنو إلى مُستقبل. مُجرّد جُمل متراصّة لا تملك طاقات الإشارة إلى مَرجع خارجي يهمّ دُولَهم، ولا ينجز قولُها أيَّ فعلٍ لشعوبهم.

تَرهُّل الخطابات يُشبه ترهُّلَ مُنجزيها، وذلك بادٍ في خلوّها من إمكانات تغيير الواقع. تتعاود فيها صور الإنشاء جافّة مكرّرة، قاطعةً مع "فتاء الكلام"، والعبارة لعبد القاهر الجرجاني وعاجزة عن "التأثير في الواقع"، والصيغة لجون أوستين.

تتالت الجملُ والشّعارات فكانت، في تضاعيف البيانات، ذاتَها. اكتفى المتكلمون، وجلهم ممّن "عُمِّر ونُكِّس في الخَلق" بأفعال قولٍ لا تخرج عن تنديد واستياء ومطالبة، وكلها من نَسج الأماني، يُرسلونها فلا تقوى حتى على شدّ انتباه السامعين، وكأنها تصريف للوقت قبيل التقاط الصورة الجماعية، أو إنها قيلت كي تقال وكفى، وليس لها أن تشير إلى مدلولٍ أو تفعل في عقول.

لا تقتل هذه اللغة المترهلة حيويّة المشهد السياسي العربي لأنها لا تَراه ولا تَعكسه، بل هي عنه في قطيعة مُحزنة. ولا تخلق واقعًا آخرَ بديلاً لأنها عقيمة. تدور على نفسها كالتجاعيد حين تحيق بالوجه المتهرّم.

المساهمون