عملية "اللوفر".. الإرهابي السائح وتدوير المصطلحات

05 فبراير 2017
(اللوفر أمس، تصوير: تيبو كامي)
+ الخط -
ما حدث منذ يومين في متحف اللوفر في باريس لم يكن بذلك الحجم الذي عرفته عمليات سابقة في فرنسا، لذلك، وبعيداً عن التركيز الإعلامي – الذي أصبح روتينياً – عن جنسية الجاني، جرى الالتفات إلى وجهات نظر أخرى مثل رمزية المكان أو استعمالات اللغة في توصيف ما جرى.

في مقال له نشر في جريدة "لو باريزيان"، يعتبر الصحافي الفرنسي تيموتي بوتري أن الحادثة تفضي إلى ظهور شكل جديد من الإرهابيين هو "الإرهابي – السائح"، وأن اختيار اللوفر لمثل هذه العملية هو استهداف للمتحف الأكثر استقبالاً للزوّار في العالم، محللاً انعكاس استهداف "الرمز الثقافي" لفرنسا التي كانت تستعد لتقديم ملف احتضان باريس للألعاب الأولمبية 2024.

من نفس الزاوية، تناولت الحادثة صحيفة "لا كروا" حيث اعتبرت في مقال بإمضاء هيئة التحرير، نُشر أمس، بأن 2017 سيكون تواصلاً لـ 2016 الذي شهد تقلّصاً ملحوظاً في زيارة أبرز متاحف باريس، حيث شهد خسارة مليوني زائر بين سنتي 2015 و2016، ولن تكون 2017 بأحسن حال مع هذه البداية.

الباحث في العلوم السياسية، ماتياس دولوري، نظر إلى المسألة من زاوية أخرى تماماً، حين انتقد – في مقال نشره أمس في موقع "ميديابار" - استعمال كلمة "إرهاب" في توصيف عملية صغيرة كهذه، كما فعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. يرى دولوري أن الفضاء السياسي والإعلامي دخل مرحلة من عدم احترام اللغة، كما يشير أن ثمة تهجّماً على كل من يحتج على الاستعمال "الحربي" للغة.

القراءات الفرنسية وإن تعدّدت زواياها تصبّ جميعها في قالب من الهواجس المتضخّمة، سواء من الفعل الإرهابي بشكل مباشر أو من طرق معالجته التي تبدو للبعض جزءاً من المشكلة.

المساهمون