تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته قرّاءه. "أفضّل العمل المسرحي لأنه يأخذ وقته من التمعّن قبل إنجازه"، يقول الممثّل والمخرج المسرحي التونسي في لقائه مع "العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني الانطلاق الفعلي لنشاط "مركز الفنون الدرامية والركحية" بأريانة (مدينة بالقرب من تونس العاصمة) والذي تم بعثه منذ أشهر قليلة وعُيّنت مديراً له. نحن الآن بصدد تركيز ورشات تكوين للشبّان واختيار أول إنتاج مسرحي للمركز والتحضير لما سنقدّمه في اليوم العالمي للمسرح يوم 27 آذار/ مارس المقبل.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل من إخراجي كان مسرحية "الليلة الكلبة" والذي كان حاضراً في "أيام قرطاج المسرحية" في كانون الثاني/ ديسمبر 2019، والعمل المقبل سيكون من إنتاج "مركز الفنون الدرامية والركحية" بأريانة وإخراجي.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- لديّ أعمال أنا راض عنها وأخرى لا. عموماً، الفنان يتوق دائماً إلى الأفضل. هناك بعض الأعمال التي قدّمتها في تسعينيات القرن الماضي، وخصوصاً في التلفزيون، لست راضياً عنها نظراً لضعف الدور الذي لعبته وضعف العمل في حد ذاته. لكن يمكن القول بأن 95 % من الأعمال المسرحية التي قدّمتها كممثل أو مخرج راض عنها خصوصاً الأعمال التي كانت من إخراج الفاضل الجعايبي. العمل المسرحي أعمق ويتطلب مجهودات أكبر من العمل التلفزيوني، فهذا الأخير كثيراً ما يُنجز تحت ضغط الوقت ولهذا تكون بعض الأعمال سطحية فلا يوفر لها الوقت الضروري للتمعن والتمحّص والتفحص قبل إنجازها.
■ لو قيض لك البدء من جديد فأي مسار كنت ستختار؟
- سأكون ممثلاً مسرحياً بالأساس. التكوين في المسرح يفتح آفاقاً على فنون أخرى كالسينما والدراما التلفزيونية، ولكن العكس صعب. العديد من المسرحيين نجحوا في التلفزيون والعكس غير موجود تقريباً. العديد من الممثلين المسرحيين أضافوا للتلفزيون في تونس مثل كمال التواتي وفتحي الهداوي وجمال ساسي ووجيهة الجندوبي وعاطف بن حسين وفؤاد ليتيم.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده من العالم؟
- أريد عالماً أكثر عدلاً، وأكثر تسامحاً وأقل استغلالاً. عالما تكون فيه خدمة الإنسانية بغض النظر عن الأديان وعن الألوان وعن الثقافات.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها ولماذا هي بالذات؟
- أتمنى لقاء عمر بن الخطاب حتى أساله: كيف يمكن إرجاع هذا العالم أكثر عدلاً؟ كيف يمكن أن نقيم العدل على وجه البسيطة؟
■ صديق يخطر على بالك وكتاب تعود إليه دائماً؟
- صديقي الفنان علي مصباح رحمه الله. كان ممثلاً ممتازاً ومن طينة نادرة نجح في المسرح كما في السينما والتلفزيون وكانت لنا اعمال مشتركة ومات في نصف الطريق. لا يوجد كتاب معين أعود إليه دائماً، ربما فقط مسرحيات شكسبير.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- أنا بصدد قراءة كتاب عن المسرحي الإيطالي داريو فو، كتاب يتحدث عن حياته ومؤلفاته.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- بصدد البحث عن الموسيقى المناسبة للعمل المسرحي الجديد، ولذلك أستمع كثيراً للموسيقى التصويرية بأنواعها في الفترة الأخيرة. وليلاً أعود دائماً إلى أم كلثوم، وبدرجة أقلّ فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.
بطاقة
ممثل ومخرج مسرحي تونسي يدير حالياً "مركز الفنون الدرامية والركحية" بأريانة. من أبرز أعماله كمخرج: "عيد ميلاد" عن نص لـ هارولد بينتر، والليلة الكلبة" عن نص لـ غسان حفصية. كممثل يعدّ أحد أهم عناصر مسرح فاضل الجعايبي وجليلة بكار (فرقة فاميليا) حيث شارك في أدوار رئيسية في أعمال مثل: "تسونامي"، "يحيى يعيش"، و"الخوف" التي تستمر عروضها منذ 2018. كما أدى أدوارا للسينما في أفلام مثل "الأستاذ"، و"جنون"، و"كلمة رجال".