باعتباره مرحلة مؤسِّسة في التاريخ الحديث، في مجالات معرفية أساسية كالعلوم الطبيعية والقانونية، إضافة إلى الفنون والأدب، يُستعاد "عصر الأنوار" (القرن الثامن عشر) من أكثر من مقاربة؛ تاريخية وفلسفية وأدبية، كما تطبّق عليه منهجيات العلوم الاجتماعية الحديثة. وفي العقود الأخيرة، بدأت دراسات "الأنوار" تخرج من مركزها الأوروبي لتتفرّع إلى فضاءات جغرافية أخرى تأثّرت به وأثّرت فيه.
ينتظم اليوم وغداً في تونس مؤتمر دولي بعنوان "واقع الدراسات حول الأنوار في العالم وتونس اليوم"، بمشاركة باحثين من تونس وفرنسا في "قاعة بول ريكور" في "جامعة المنار" في تونس العاصمة.
من محاضرات اليوم الأوّل؛ "الأنوار في العالم" لـ ميشيل دولون من فرنسا، و"الأنوار في الهيستوغرافيا التونسية" لـ حسن العنابي من تونس، بينما يُحاضر مواطنه صالح دغاني حول "الأنوار في تونس.. من أجل قاعدة بيانات".
أما في اليوم الثاني، فتُقدّم ميساء ذويبي محاضرة بعنوان "من الإيتيقا إلى الإستيتيقا: روسو وفن الحوار"، تليها محاضرة لـ رقية ليوان بعنوان "الخطوات الأولى في المبالغة في الحرية: ديناميكا الرغبة لدى الماركيز دو ساد"، ليختتم المؤتمر مساء الغد بطاولة مستديرة يُشارك فيها الباحثون حليمة ونّادة وليز أندريز وكمال قحة وعبد الجليل القروي وسمير مرزوق وهادية خضار وشعبان حرباوي وسنية زليطني فيتوري ومنية قلال.
رغم أن الورقات المشاركة تخرج من الإطار الضيّق للأنوار كتاريخ أوروبي حصري، ولكنها حين تدرسه انطلاقاً من زاوية نظر تونسية فهي تستند بالأساس إلى مفاهيم تبلورت ضمن المركزية الأوروبية ذاتها، وهي إلى الآن تبدو انعكاساً للأنوار هنا أكثر من كونها تُعبّر عن الاتجاه المعاكس، كما أنها تحصر "الأنوار" في المجال الفرنسي.