استمع إلى الملخص
- تضمنت الشهادات تجارب مؤثرة من غزة، مثل شهادة أكرم الصوراني وآية شحتوت وسلمان الحزين، موثقةً الحياة تحت الحصار والدمار.
- شمل الملف مقالات عن الأدب والمقاومة والهوية البصرية، مؤكداً دور الأدب والفن في توثيق الأحداث والتعبير عن الصمود.
في العدد 410 الذي صدر منذ أيام في القاهرة، أفردت مجلة "الثقافة الجديدة"، التي تُصدرها "الهيئة العامة لقصور الثقافة" في القاهرة، ملفّاً حول مرور عام على الإبادة الصهيونية في غزّة، شارك فيه ثلاثة عشر كاتباً وكاتبة من غزّة بمجموعة شهادات ونصوص، مع لوحة للفنان المصري الراحل حلمي التوني رسم فيها امرأة فلسطينية تثبت مفتاح العودة على رأسها ونبتة صبار.
وأشار رئيس تحرير المجلة طارق الطاهر، في افتتاحية العدد، إلى أنه "أياً كان التقييم لعملية 'غلاف غزّة' التي وقعت في 7 أكتوبر 2003، وما استتبعها من إبادة من قبل العدو الغاشم ضدّ شعب متمسك بأرضه وتراثه وجذوره، ويحاول أن يستعيد مقدراته من مستلبٍ لماضيه وحاضره ويريد استلاب مستقبله أيضاً بغطرسة وغطاء أميركي، لم يشهده التاريخ من قبل".
ورأى أن "هذا الغطاء جعلهم يتمادون في إبادة شعب وتخويفه بكل الأساليب، لكن لا زال للمثقف صوته الفاضح، ولا زال لهذه الأمة ذاكرتها التي تحاول الأجيال المختلفة الحفاظ عليها"، لافتاً إلى أنّ ملف العدد "توصيف دقيق وغني لما حدث طوال عام، وللأسف لا زال يحدث".
شارك في الملف ثلاثة عشر كاتباً وكاتبة من غزّة بمجموعة شهادات ونصوص
في تقديم الملف، يقول الروائي والقاص الفلسطيني عاطف أبو سيف: "الكتابة تظلّ دائماً هي شهادة الإنسان الخالدة على الحياة. أنا أكتب لأنجو..."، مضيفاً: "أنا أكتب لأتأكد أنني ما زلت حيّاً، وأن ثمة ما يدلّ على وجودي، وأنني لست مجرد شخص ميت في عالم أموات، أو شخصية افتراضية باهتة أو متوجهة في عقلل مؤلّف بارع".
اشتمل العدد على شهادة بعنوان "في الطريق من دير البلح إلى مواصي خانيونس - رفح" لأكرم الصوراني، يسجّل فيها: "لا عيد في غزّة، والناس هنا لا تعايد بعضها مع أنها تتزاور وتقطع مسافات كبيرة في وسائل نقل بدائية وبالية!"، ثم يضيف: "كلّ ما في الأمر أن الناس تفتح جروحها وثيابها وأكلاتها وحياتها وصورها القديمة على الموبايل وتواسي جراحات بعضها".
في شهادتها "بين أحضان الخيمة"، تكتب آية شحتوت: "العشرون سنة التي قضيتها في حياتي المنتهية قبل ابتدائها لا تكفي لاستيعاب كل ما يجول أمامي!"، بينما تسجل بسمة الهور في شهادتها "لا بحر لي" أنّه "وقت أن نزل الصاروخ كان معي قلمي ودفتري، دفتر اليوميات المفترض، الذي اشتريته في أول أكتوبر لأوثق تأملاتي في الحياة، آرائي في الكتب، رسائل متخيلة لا تصل".
أما شهادة "النجاة من المجزرة" لسلمان الحزين، فيرد فيها: "بعد القصف المركّز والدمار والموت الذي مرّ أمام بيوتنا والخسائر والأضرار الجسيمة لم تعد النجاة تعني شيئاً، فلا شيء يساوي دموع وفزع الأطفال والدماء الزكية التي حنّت تراب المخيم".
إلى جانب الشهادات التالية: "قصف.. برد.. موت بطيء" لعاطف أبو حمادة، و"رسالة من الحرب إلى غريب عسقلاني" لعبد االله أبو تايه، و"يوم في حياة نازح" لعبد الله شرشرة، و"أريد لموتي أن يكون صاخباً" لفاطمة حسونة، و"العودة إلى مخيم البريج" لفائقة الصوص، و"على دروب المجهول" لمحمد نصار، و"يوميات الحرب: 'أحمر قانٍ'" لمصطفى النبيه، و"زغاريد الحياة" لمي تايه، و"حكايات لم تكتمل" ليسرا الخطيب.
كما تضمن الملف مقالات عديدة منها: "التحولات النوعية في مهام الأدب" لعايدي علي جمعة، و"منطق المقاومة" لمحمد خلف، و"سلام مزعوم.. القانون أداة عنف" لمايكل ليدجر توماس بترجمة مجدي خاطر، و"الهوية البصرية وسيميوطيقيا الإبداع المصري الأصيل عند حلمي التوني" لسعد العبد.