نموت هنا، والعدالة تصلي من أجلنا.. هناك

05 اغسطس 2016
محمد مهر الدين / العراق
+ الخط -

(1)

الأرضُ بحاجةٍ للاستحمام
السماءُ بحاجةٍ لتقليمِ أظافر
والهواءُ مريضٌ
كلُّ هذا "هنا"
بينما أنتِ تمشّـطين شَـعرَ العدم
وترتّـبين هندامَ الفراغ.. "هناك".


(2)

أجهزةُ إنذارنا كلُّها معطّـلةٌ
الـ"هناك" استغلّ الفرصةَ جيدًا
وقام باختطافكِ
بينما نحن "هنا"
منشغلون بورشةِ عمل مفتوحةٍ
منذ تسعةٍ وأربعين عامًا
لاختيارِ عنوانٍ مناسبٍ
لقصيدةِ تفعيلةٍ سنرفعُها إلى مقامِكِ
في عيد ميلادكِ الخمسين.


(3)

الناسُ يفتحون، كلّ يومٍ، كوّةً جديدةً في قلبي
يمدّون رؤوسَهم خلالها
ويظلون يهتفون باسمكِ
صباح مساء
وينتظرون..
هم لا يعرفون أنّكِ "هناك"
وأنا لا أعرفُ إلا أنني صرت مستهلكًا تمامًا
ووحيدًا تمامًا
وبعيدا تمامًا.. "هنا".


(4)

ثـمَّة حربٌ ضروسٌ "هنا"
تعملُ بكفاءةٍ واجتهادٍ وإخلاص
لصالح الموت
وأنت لمّـا تزالين "هناك"
تتأملين وجه الله
وتصلّـين من أجلنا!


(5)

الجرائمُ الكاملةٌ
الفجائعُ الإجباريةُ باهظةُ الثمن
العويلُ الذي ضاقت به السماوات والأراضين
والكثيرُ من الهدايا الربانيةِ الأخرى
التي لم تزل تتنزَّلُ
ولم تَـمْتحن إيمانَـنا بعدُ،
إذن..
ما الذي تنتظرينه لتكونين بيننا
نحن محبّوكِ ومريدوكِ
وضحاياكِ.. بطبيعة الحال؟

 حزيران 2016


* شاعر فلسطيني أردني / عمّان
المساهمون