ملتقى الديناصورات

28 نوفمبر 2016
هاني راشد/ مصر
+ الخط -

الحكاية القديمة معروفة، استأذن أبو نواس أستاذه خلف الأحمر لينظم الشعر، فطالبه بحفظ ألف قصيدة، ولما أتمّ حفظها طالبه بنسيانها كي يأذن له في النظم.

مضى هذا الزمان الكلاسيكي بصكوك تأليفه، لكنه لم يولّ في أذهان اللجنة المقرّرة لـ "ملتقى القاهرة للشعر" في دورته الرابعة التي يمسك مومياواتها بصكوك المنح والمنع.

أسماء بارزة قدّمت اعتذارها عن المشاركة في هذه الدورة، إما لاعتبارات صحية كما قيل (سعدي يوسف وقاسم حداد كأمثلة) أو احتجاجاً على الأداء البطريركي لجيل الستينيات (عباس بيضون في مقاله)، إذ يبدو مهيمناً وموجّهاً لمسارات الملتقى هذا الذوق القديم بآبائه الطاعنين عُمراً واستحواذاً، لجهة مَحاور الملتقى البحثية أو الأسماء المشاركة فيه من أباطرة المؤسسة وأبنائها المخلصين، أو حتى من حواريّيهم وخُلصائهم الجدد.

الحاصل أن الشعر في مكان آخر غير "ملتقى الشعر" الذي ينتظم في القاهرة. و"ضرورة الشعر" (عنوان الدورة الحالية) تستلزم - أمانةً للشعر ذاته وإيماناً به - إهمال ملتقى الديناصورات هذا، فالأصوات هناك في معظمها عتيقة راكدة لم يكتب بعضها الشعر منذ ما يقارب الثلاثين عاماً، أو جديدة واهنة من المحاسيب والخلّان ممن لا ناقة لهم في الشعر ولا جمل.


دلالات
المساهمون