قطر تحقق الحلم العربي..وداعاً روسيا 2018 أهلاً قطر 2022

15 يوليو 2018
بانتهاء مونديال روسيا بدأ العد التنازلي لقطر 2022(Getty-العربي مونديال)
+ الخط -
ومع نهاية المونديال الروسي، بدأ العد التنازلي لبدء النسخة 22 من كأس العالم التي ستُجرى  في دولة قطر عام 2022 ولأول مرة في تاريخ البطولة على أرض عربية، وللمرة الثانية في قارة آسيا بعد نسخة 2002 التي أقيمت مناصفة بين اليابان وكوريا الجنوبية.

وتسلمت دولة قطر رسميا، يوم الأحد، راية استضافة مونديال 2022، في حفل رمزي جمع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو.

وستستقبل دولة قطر، المسابقة الرياضية الأبرز بعد 4 سنوات و4 أشهر من الآن، وتحديدا بين 21 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول 2022، وتطمح أن تكون هذه البطولة الأروع والأنجح على مر التاريخ، وهو تحدّ أطلقته قطر منذ نيلها شرف تنظيم المسابقة في الثاني من شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام 2010، بعد منافسة شرسة مع الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.


وواجه ملف قطر الكثير من التحديات والصعوبات، خاصة تلك التي تتعلق بموعد إقامة المونديال، قبل أن يقرر الاتحاد الدولي تنظيم البطولة شتاء، بعد أن قدمت قطر كل الضمانات لتنظيم بطولة ناجحة بكل المقاييس، كما تواصل دولة قطر تحدي الظروف العصيبة، جراء الحصار المفروض عليها منذ أكثر من سنة.

وتملك دولة قطر خبرة كبيرة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، إذ نظمت كأس العالم للشباب عام 1995، وإحدى أفضل دورات الألعاب الآسيوية في التاريخ عام 2006، كما أنها احتضنت كأس آسيا لكرة القدم ودورة الألعاب العربية عام 2011.

واستضافت قطر بطولات عالمية في التنس والدراجات النارية وبطولة العالم لألعاب القوى وبطولات أخرى، فضلا عن أنها أضحت قبلة النوادي الأوروبية الشهيرة التي نظمت معسكراتها هناك، على غرار ريال مدريد الإسباني، وباريس سان جيرمان الفرنسي، وميلان الإيطالي، وبايرن ميونخ وشالكه الألمانيين.

وبادرت قطر للترويج مبكرا للبطولة القادمة، فقد أطلقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث سلسلة من الفعاليات والأنشطة في العاصمة الروسية موسكو الأسبوع الماضي، وهي حملة ترويجية مبتكرة تقدم دولة قطر وجهةً رياضيةً وثقافيةً.

وامتدت هذه الفعاليات على مدار أسبوع كامل تزامناً مع الأيام الأخيرة لمونديال روسيا، وجاءت هذه المبادرة انطلاقاً من اهتمام اللجنة العليا بتعريف زوار روسيا والمشجعين وعشاق كرة القدم من مختلف دول العالم بكأس العالم قطر 2022 والملاعب وخطط الإرث والاستدامة وأبرز ملامح البطولة ومميزاتها، وتعريف الجمهور العالمي بأشهر المعالم السياحية والأنشطة التي ستستقطب آلاف الزوار عند استضافة قطر للبطولة.

ونشر "مجلس قطر" في موسكو مجسمات للملاعب التي ستقام عليها بطولة عام 2022، وأظهرت تلك المجسمات جمال التصميم، والتقدم التكنولوجي المستخدم في الملاعب. وتمتاز ملاعب قطر بالتقدم التقني، من حيث الحفاظ على درجة حرارة معينة للملاعب بما يشمل المدرجات، كذلك المقدرة على تفكيك الملاعب بشكل كامل.

وسيقام مونديال 2022 في 12 ملعبا، ويتم إنشاء 9 ملاعب منها خصيصاً لهذا الحدث، ويتم حالياً تجديد ثلاثة ملاعب قبل 2020، بينما سيتم الانتهاء من تشييد كل الملاعب في نهاية عام 2021.

وتعاونت اللجنة العليا مع شركائها لتنظيم "مجلس قطر" وسط العاصمة الروسية موسكو، والذي حاكى في تصميمه شكل بيت الشَّعر العربي التقليدي المعروف في قطر ومنطقة الخليج، وذلك في إشارة أيضاً إلى ملعب البيت في مدينة الخور الذي سيرحب بـ 60 ألف متفرج خلال قطر 2022.

وزار أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "مجلس قطر" الذي أقامته لجنة المشاريع والإرث القطرية في حديقة غوركي بالعاصمة الروسية للتعريف بمونديال 2022.

كما أطلقت اللجنة العليا عددا من البوابات الرقمية التفاعلية في أرجاء مختلفة من الدوحة، وسان بطرسبورغ وموسكو. وأتاحت هذه البوابات فرصة فريدة أمام الزوار للتواصل بشكل مباشر مع غيرهم من المشجعين وعشاق كرة القدم في المدن المذكورة، بالإضافة إلى تعريف الزوار في روسيا بطبيعة الحياة في قطر، وتم تركيب البوابات التفاعلية في قطر في كل من مطار حمد الدولي، وسوق واقف، وصالة علي بن حمد العطية.

وعلقت فاطمة النعيمي، مديرة الاتصال في اللجنة العليا، على ذلك بقولها: "استثمرت اللجنة العليا بالتعاون مع عدد من الشركاء الرئيسيين من دولة قطر كأس العالم روسيا 2018 لتعريف جمهور كرة القدم من أنحاء العالم على طبيعة التجربة التي سيحظى بها الزوار عند زيارتهم قطر لحضور مباريات البطولة".

وأكد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث في تصريحات للصحافيين في "مجلس قطر" بموسكو أن الوفد القطري قد استفاد كثيراً من هذه التجربة، مشيرا إلى أنهم سيقومون بتطوير إنجاز روسيا لتقديم بطولة جيدة في 2022.

وكشف الذوادي أن العمل في ملاعب كأس العالم 2022 يسير بطريقة جيدة، وستنتهي كل الأعمال في مواعيدها المحددة، وأضاف أن نسبة الجاهزية عالية جداً، حيث سيكون هناك ملعبان جاهزان بنهاية العام الحالي، وهما ملعب الوكرة وملعب البيت، وسيكون هناك ملعب ثالث جاهز في العام المقبل، وبشكل عام فحتى نهاية 2021 ستكون كل المنشآت الرياضية الخاصة بالبطولة والبنية التحتية جاهزة، كاشفاً أنهم الآن بصدد تكثيف العمل في الأعمال التشغيلية الخاصة بالبطولة وبالدولة.

48 منتخبا
وقال الذوادي، إن موضوع زيادة عدد منتخبات البطولة إلى 48 منتخبا لم يحسم حتى الآن، وفي اجتماع مجلس "فيفا" الأخير كان الاتفاق على عدم طرحه للجمعية العمومية، وإنما اقتراحه كدراسة جدوى بين الاتحاد الدولي ودولة قطر، والبت في الموضوع بعد الانتهاء من تجهيز هذه الدراسة، ليتم اتخاذ القرار بالتعاون بين قطر والفيفا.

وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في مؤتمر صحافي، إن هذا الموضوع لم يحسم حاليا، حيث سيتم عقد جلسة مع مسؤولي الرياضة القطرية للتعرف منهم إلى إمكانية تنظيم النسخة القادمة بـ48 منتخباً.

وتحدث الذوادي من جانب آخر، عن رأيه في الحملات الإعلامية المغرضة التي تريد أن تنال من دولة قطر بسبب كأس العالم، إذ قال إنها ستزيد خلال الفترة المقبلة، وإنهم كانوا يتوقعون هذا الأمر وجاهزون للرد عليه، مشيراً إلى أن روسيا واجهت السيناريو نفسه، وقد كان هناك تخوف من إمكانية فشلها في استضافة البطولة، ولكن ما شاهده الجميع يؤكد أن الروس غيروا هذه المفاهيم، وهو الانطباع الذي خرج به كل من زارها.

وأضاف الذوادي: "بالنسبة لنا أي حملات علينا سنقوم بالرد عليها على أرض الواقع بالعمل في المنشآت وتسخير البطولة لفوائد تتجاوز الإطار الرياضي، سواء باستخدامها إيجابياً في موضوع العمال، وفي البيئة وتحريك عجلة الاقتصاد"، مبيناً أن قطر، ورغم كل الحملات، ستكون جاهزة دائماً للرد بـ"العمل".

ومن جهته، أكد مساعد المدير التنفيذي للشؤون الأمنية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الرائد علي العلي، الوصول للمراحل الأخيرة من البرامج الأمنية لتأمين مونديال 2022. وقال العلي: "لقد أوفدنا ما يقرب من 70 ضابطا تم توزيعهم على عدة مدن روسية، وكان التركيز على الأحداث الكبرى التي جرت، وقد عملت الفرق في الملاعب، وفي مدرجات المشجعين والطرقات وأماكن تجمع الجماهير.

وأضاف العلي: "نتطلع للاستفادة من التجربة الروسية وتطبيقها في قطر من أجل تأمين كأس العالم 2022، ونأمل أن يكون المونديال بالنسبة لنا نقطة بداية للدول الأخرى للاقتداء بنا والأخذ من تجربتنا في المستقبل للاستفادة منها".

ولاقى نجاح قطر في الحصول على حق تنظيم بطولة كأس العالم 2022، ثناء العديد من نجوم الكرة في العالم، الذين توقعوا بطولة قوية وناجحة على أرض قطر على غرار النجم الفرنسي السابق ديفيد تريزيغيه، والبرازيليين أوسكار وهولك، إضافة إلى الألماني جولين دراكسلر، والإسباني تشافي هيرنانديز، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا.

المساهمون