"غسالة النوادر".. أمطار مبكرة تقلق التونسيين

26 اغسطس 2019
التونسيون يذكرون أضرار الفيضانات العام الماضي (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
أخطرت مصالح الأرصاد الجوية في تونس بشأن أمطار خريفية مبكرة في عدد من محافظات البلاد، داعية السكان إلى ملازمة اليقظة لحماية أنفسهم من السيول، ما زاد مخاوف التونسيين من تكرار سيناريوهات العام الماضي، حين تسببت الأمطار الخريفية بسيول جارفة وخسائر بشرية ومادية كبيرة.

وتعرف أمطار الخريف في تونس بـ"غسالة النوادر" أو "طهمة الخريف"، وهي عادة أمطار غزيرة تغسل آثار مواسم الحصاد وتهيئ الأرض للموسم الزراعي الجديد، غير أن التحولات المناخية حوّلت هذه الأمطار إلى مصدر خوف للمواطنين والمزارعين على حد السواء.

وشهدت تونس خلال السنوات الماضية تغيرات مناخية تسببت بزيادة الأمطار الطوفانية نهاية الصيف وبداية الخريف، والتي أسفرت عن وقوع ضحايا بعد أن جرفت مياه الأودية مواطنين في محافظات الشمال والوسط الغربي والوطن القبلي شمال شرقي العاصمة.

وأكد المسؤول بمصلحة الأرصاد الجوية محرز الغنوشي، ثبوت تغيرات مناخية عرفتها تونس في السنوات الأخيرة أثرت على درجات الحرارة صيفا، ونسبة التساقط المطري خريفا، مشيرا في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن موسم الأمطار قد ينطلق مبكرا هذا العام مع تشكل سحب رعدية، وهي عادة ما تكون مصحوبة بأمطار غزيرة وفي وقت قصير.

وأضاف: "إن هذه الأمطار التي تنزل بكثافة وفي مدة زمنية قصيرة تسبب ارتفاع السيول وفيضان الأودية".

وتسببت الأمطار الرعدية مساء أمس الأحد، بوفاة مسنين اثنين في منطقة ريفية من محافظة بنزرت، بعد أن أصابتهما صواعق رعدية تسببت بموتهما بينكما كانا يرعيان الأغنام.

ولا تزال الأمطار الطوفانية التي شهدتها محافظة نابل شهر سبتمبر/ أيلول الماضي حاضرة في أذهان التونسيين، بسبب حجم الخسائر المادية والبشرية التي تسببت فيها حينها.

وعادة ما يتسلح المواطنون في المناطق المهددة بالفياضانات بأكياس الرمل لحماية أنفسهم وممتلكاتهم من ترسب المياه والحد من مخاطرها، فيما يفضل آخرون بناء جدران مؤقتة لسد منافذ المياه. إلا أن المسؤولية الكبرى للحد من المخاطر تلقى على عاتق الأجهزة الحكومية.

وخلفت الأمطار خريف العام الماضي أكثر من 10 وفيات، منها 7 حالات في محافظة نابل، فضلا عن دمار كبير لحق بالبنى التحتية وممتلكات المواطنين من منازل وعربات، إضافة إلى نفوق المواشي، حيث قدرت شركات التأمين حجم الخسائر بنحو 90 مليون دينار.

ولدرء خطر "غسالة النوادر" قالت وزارة التجهيز إنها بدأت هذا العام استعداداتها مبكرا لموسم الأمطار الخريفية بإنجاز 34 مشروعاً لحماية 36 مدينة من الفيضانات، بتكلفة 248 مليون دينار تونسي (نحو 86.8 مليون دولار) وإعداد 56 دراسة لحماية المدن من الفيضانات موزعة على 24 محافظة، بالإضافة إلى الدراسة الإستراتيجية للحد من مخاطر الفيضانات بالبلاد، والتي سينطلق إعدادها قبل نهاية العام الجاري.

وأضافت الوزارة في بيان لها أن مصالحها جهزت وأجرت أعمال التنظيف لنحو 850 كلم من القنوات والأودية والمجاري الفرعية التي لها علاقة بمنشآت الحماية من الفيضانات، إلى جانب تنظيف حوالي 32 هكتاراً من أحواض تجميع المياه، وصيانتها، فضلا عن متابعة وضعي البنية التحتية بعدد من الولايات استعداداً لموسم الأمطار.
المساهمون