كويتيّون يشكّكون في وزارة شبابهم

14 سبتمبر 2016
شباب الكويت في حاجة لمبادرات (ياسر الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -
قبل نحو ثلاث سنوات، أصبح للكويتيين وزارة شباب مهمتها العمل على تنسيق الجهود الوطنية والتعاون، عبر تشجيع وإطلاق الاستراتيجيات والسياسات والمبادرات والبرامج التكاملية والشمولية لضمان مشاركة الشباب المجتمعية وتمكينهم من القيادة والريادة الإبداعية.

مذ أنشئت، هدفت الوزارة بحسب القائمين عليها، إلى تنمية سبعة مبادئ، أبرزها تنمية الحس الديني والوطني والولاء الديني والإحساس بالمسؤولية والتميّز والتواصل الفعّال مع ناشطي الحراك الشبابي في الكويت، في محاولة لاحتواء غضبهم. والتركيز يشمل الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و34 عاماً دون سواهم، إذ هم الفئة الأكثر عدداً وطاقة في المجتمع الكويتي.

وتقضي استراتيجية الوزارة، ووكيلتها الشيخة الزين الصباح، بتمكين الشباب من الوظائف القيادية في البلاد ومحاربة الطائفية التي استفحلت في السنوات العشر الأخيرة وترسيخ الهوية الوطنية التي يخشى المراقبون تقهقر الانتماء إليها، مع غزو العولمة والأيديولوجيات العابرة للبلدان والقارات. لكنّ الأمر لم يحمل في الأساس أيّ أهداف سياسية أو ثقافية بحسب القائمين عليها. فهي أتت في محاولة للإجابة عن حالة التشتت التي يعيشها الشباب في بلد عصفت به السياسة والحروب، لا سيما حروب الخليج الثلاثة، وتسبّبت في حالات إحباط متزايد بين شبابه.

توضح مسؤولة التواصل الاجتماعي في الوزارة، أسرار الأنصاري، لـ "العربي الجديد" أنّ "الهدف من إنشاء وزارة الشباب في المقام الأول هو توفير الخدمات الضرورية للشباب والحثّ على مساندة هذه الفئة ورعايتها، إذ هي تمثل 60% تقريباً من التركيبة السكانية في الكويت.

ويتمثل دور وزارة الشباب في تشكيل لجنة وزارية شبابية على مستوى مجلس الوزراء لوضع الخطط والأفكار وتبنّي القضايا الخاصة بهم على كل المستويات". تضيف أنّهم يعدّون دراسات وبحوثا ويعقدون مؤتمرات ودورات تدريبية في مختلف المجالات، والهدف التوعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية بالتعاون مع وزارات الدولة الأخرى".

وتشدّد الأنصاري على أنّ "دور الوزارة لا يقتصر على محاولة إصلاح العملية التعليمية فحسب، بل يتجاوزها ليشمل دعم مبادرات تطوعية عن طريق مشروع أيادينا الإلكتروني، الذي يربط المتطوعين الأفراد بالمؤسسات والفرق التي تحتاج إلى هؤلاء، فتخلق فرص عمل تطوعي للشباب".

لكنّ الوزارة عرضة لانتقادات كثيرة من تيارات سياسية وشبابية بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، وكلها يشير إلى أنّ الوزارة حادت عن الأهداف التي أنشئت من أجلها، بالإضافة إلى أنّها لم تقدّم أيّ شيء ملموس على الأرض يرتبط بهموم الشباب الحقيقية التي تؤرّقهم دائماً.



تقول الناشطة شيخة العلي لـ "العربي الجديد" إنّ "وزارة الشباب لم تنجح إلا في تنظيم المؤتمرات والفعاليات التي تلمّع دورها غير الفاعل في الأساس، وقد تحوّلت إلى مجرّد واجهة لإقامة الحفلات الفنية والثقافية ومعارض الكتب". تضيف: "صحيح أنّ هذا أمر جيّد، إلا أنّه ليس من اختصاصاتها بل من اختصاص المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب. على وزارة الشباب أن تساهم في محاربة التطرّف والبطالة والاتكالية وتنامي النزعات الجرمية والإحباط لدى الشباب، وأن تساهم في إنشاء أماكن خاصة تعتني بهم فكرياً وجسدياً".

أمّا رشيد الرشيدي وهو طالب في جامعة الكويت، فيقول لـ "العربي الجديد": "عرفت بالوزارة عن طريق إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤديها مجموعة من المشاهير. لكنّني لم أفكّر في حضور أي من الفعاليات موضوع الإعلانات، لأنّها لم تمسّني شخصياً". يضيف: "لكي أكون صريحاً، أشعر بأنّ الوزارة صمّمت لشباب طبقة معينة دون سواها من الطبقات. فطريقة تنظيم الفعاليات ومواضيعها توحي بذلك"، آملاً أن يتدارك القائمون على الوزارة الأمر.
من جهته، يشير أنس الجبر وهو كذلك طالب في جامعة الكويت لـ "العربي الجديد"، إلى أنّ "بداية معرفتي بالوزارة كانت من خلال مسابقة نظمتها لتصميم الشعار الخاص بها. فتطوّعت في ذلك، محاولاً إشغال وقتي بما يفيد. لكنّ الأمر لم يعجبني، وقد وجدت أنّ الوزارة من دون رؤية واضحة ولا أهداف محددة، الأمر الذي يدفع بها إلى مجرّد الاستعراض". يضيف أنّ "كل وزارة في حاجة إلى خطط مكتوبة تضمن من خلالها صون الشباب ورعايتهم جميعاً وليس فئة معينة منهم".

في المقابل، ينتقد مسؤول اللجنة الإعلامية في وزارة الشباب محمد الأحمد "الاتهامات التي تطاول الوزارة والتي تروّج لها كوزارة مخصصة لفئة معينة من الشباب". ويشدّد لـ "العربي الجديد": "هذه اتهامات باطلة. لدينا برنامج مبادرات، يمكن لأيّ شاب مهما كانت خلفيته الثقافية، التقدّم بمبادرته مرفقة بالأوراق المطلوبة لتناقشها لجان مختصة داخل الوزارة". يضيف الأحمد: "نحاول الوصول بكلّ الطرق الممكنة إلى كلّ الناس العاديين أينما وجدوا، والنساء خصوصاً، من خلال التخطيط لفعاليات تهمهنّ وتوائم خصوصية المجتمع الكويتي كذلك".

دلالات
المساهمون