أنهى المهندس المغربي، عبد العالي العمارتي، صباح اليوم الأربعاء، إجراءات طلب براءة اختراع لجهاز التنفس الاصطناعي الأقل وزناً في العالم، وقال لـ"العربي الجديد": "نحارب القدر بالقدر بابتغاء الأسباب والاجتهاد والإبداع في زمن كورونا والحجر الصحي".
يسيطر التفكير في مكافحة فيروس كورونا على مهندس الإلكترونيات الدقيقة والأنظمة، المغربي الحاصل على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب، وبعد تسارع انتشار الفيروس في المغرب، بات يفكر في ما يمكنه أن يصنع لإنقاذ الأرواح في هذه الظروف الاستثنائية، بعد أن أصبحت معدات التنفس الاصطناعي عملة نادرة حول العالم.
وقال العمارتي: "منذ بداية الحجر الصحي، دخلت بمشاركة مجموعة من المهندسين والأطباء في سباق مع الزمن من أجل تصميم وإنتاج جهاز تنفس اصطناعي قادر على تخفيف العبء عن المستشفيات، وإنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين بفيروس كورونا، وتمكنا من إنتاج الجهاز (انشراح) بمواصفات طبية توافق المعايير العالمية. الجهاز مساهمة متواضعة من فريق العمل لحماية بلدنا من الوباء، والسير قدماً نحو العلم والتصنيع".
وأضاف: "بعد تجارب مخبرية عدة، بات جهاز التنفس الاصطناعي المصمم للاستعمال المنزلي قادراً على مواجهة فيروس كورونا وغيره من الأمراض التنفسية، وهو يعمل من خلال قناع يمكن الشخص استخدامه بنفسه من دون الحاجة إلى تدخل أشخاص آخرين، على عكس أجهزة التنفس في المستشفيات، كذلك فإنه يتميز بسهولة الاستعمال، وخفة الوزن، والكلفة المنخفضة".
وأوضح أن "الجهاز يوفر أيضاً إمكانية تحكم الطاقم الطبي به من بعد، وذلك للتخفيف من العبء على المستشفيات، ولا سيما بالنسبة إلى مصابي كورونا الذين لم يبلغوا مرحلة متقدمة، كذلك يمكن استخدامه كجهاز مكمّل لأجهزة التنفس الاصطناعي الموجودة في المستشفيات".
قناع ذكي
وتمكن فريق علمي مغربي، خلال أقل من شهر، من ابتكار جهاز يجمع بين كونه قناعاً واقياً وتطبيقاً على الهاتف، والجهاز يساعد على معرفة المصابين بفيروس كورونا وتتبعهم.
وقال الفريق العلمي الذي قاده المصمم محسن الدخيسي، إن القيمة المضافة لقناع "مداد" تكمن في أنه يصلح للوقاية، وقد صُمِّم بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، وهو يحتوي على مستشعرات للحرارة والرطوبة، ويستطيع قياس ضغط التنفس، وطول الدورة التنفسية، ومستوى الأكسجين في الدم بالاعتماد على جهاز أوكسيمتر.
ويمكّن قناع "مداد" من معرفة إن كان الشخص ملتزماً الحجر الصحي من عدمه، ومعرفة عدد المخالطين الذين التقاهم، ومدى احترامه لمسافة الأمان الصحي، وكذا إجراء اختبار من خلال الذكاء الصناعي لتقييم الحالة الصحية، ومعرفة الأعراض، وتوقع الإصابة بالمرض، ليقوم بتوجيه الشخص في ضوء ذلك لإجراء التحليل المخبري.
وفي حال كون نتيجة التحليل موجبة، يمكن الجهاز التواصل مع جميع مخالطي المصاب، كذلك يساعد المصاب على التزام الحجر الصحي، وقواعد التباعد الاجتماعي عبر تنبيهات صوتية كلما أخلّ بتلك القواعد.
وبرزت في الأيام الأخيرة ابتكارات عدة للمساعدة في منع انتشار الوباء، كان من أبرزها طائرة من دون طيار قادرة على القيام باختبار المسحة الأنفية، أنتجها طلبة المدرسة المغربية لعلوم المهندس، كذلك ابتكر مخترعون شباب وصنّعوا كمامات واقية وأقنعة واقية وغرف تعقيم ذكية يمكن وضعها في الأماكن العامة مثل الأسواق والإدارات.