وفيات في السجون العراقية جراء التعذيب

07 فبراير 2016
36 سجناً علنياً و420 سرياً (GETTY)
+ الخط -
كشف برلماني عراقي بارز، اليوم الأحد، عن تعرض سجناء عراقيين لعمليات تعذيب خطيرة أسفرت عن وفاة عدد كبير منهم، فضلاً عن سوء المعاملة وانتشار الأمراض الخطيرة بينهم وشح الغذاء داخل السجون الحكومية العراقية.

وقال النائب العراقي أحمد المشهداني في بيان إن "المعتقلين يتعرضون للتعذيب في السجون العراقية وسوء معاملة أسفرت عن انتشار الأمراض بينهم ووفاة العديد منهم". ولفت إلى تفشي "السل الرئوي والجرب وأمراض ناتجة عن سوء التغذية بين السجناء، فيما يموت العديد منهم بين الحين والآخر بسبب التعذيب وسوء المعاملة".

ودعا البرلماني إلى "اتخاذ موقف حازم تجاه هذا الأمر بشكل عاجل، لردع منتهكي حقوق المعتقلين".

اقرأ أيضاً: أمراض تفتك بسجناء عراقيين محكومين بقضايا إرهاب

وأعرب المشهداني عن يأسه من الحكومة العراقية تجاه هذا الملف، مشيراً إلى ضرورة تشكيل لجنة برلمانية مختصة تضم عدداً من الكتل السياسية مهمتها زيارة السجون والوقوف على حجم الظلم الذي يتعرض له المعتقلون"، داعياً رئيس البرلمان إلى زيارة السجون بنفسه لمعرفة حجم الظلم والمعاناة التي يتعرض لها السجناء والتمييز بين المعتقلين والتعامل معهم على أسس طائفية ".

وطالب بتشريع قانون العفو العام وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء الذين مضى على أغلبهم 10 سنوات في السجون نتيجة وشاية من المخبر السري دون حسم قضاياهم حتى الآن.

يأتي ذلك بعد ساعات من بيان أصدره الاتحاد الأوربي طالب فيه العراق بوقف تنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت قبل أيام بحق العشرات من العراقيين، معتبرة أن تلك الإعدامات لا يمكن أن تكون الحل لوقف الجريمة.

واعتبر البيان أن صدور أوامر بإعدام 80 شخصاً في العراق، وإمكانية اتخاذ قرارات مماثلة أخرى، يعد تطوراً مؤسفاً بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، داعياً العراق إلى وقف عقوبة الإعدام.

وكان البنتاغون قد نشر أمس السبت 198 صورة من أصل 2000 صورة أخرى أفرج عنها، بعد رفع دعوى قضائية من قبل اتحاد الحريات الأميركية، أظهرت آثار تعذيب على أجساد معتقلين عراقيين كانوا في سجون القوات الأميركية خلال السنوات الماضية قبل انسحابها من البلاد عام 2011.

اقرأ أيضاً: قصص "الجهاديين" المغاربة في سجون العراق

وتعتبر السجون العراقية الأكثر قسوة على المعتقلين بين دول المنطقة، بحسب تقارير وإحصائيات أظهرت ممارسات وحشية وأنواع تعذيب شملت حرق الأجساد بالحامض وصعقا بالكهرباء وتكسير أطراف وقلع أظافر بالكماشات وتشريحا بشفرات الحلاقة للمعتقلين وهم أحياء.

وكشف تقرير نشره مركز صقر للدراسات الاستراتيجية أن عدد السجون العراقية يبلغ 36 سجناً كبيراً عدا سجن أبو غريب إلى جانب 420 سجناً سرياً، وتضم السجون المعروفة أكثر من 400 ألف معتقل بينهم 6 آلاف حدث وعشرة آلاف امرأة.

وكشف التقرير إصابة 92 في المئة من المعتقلين بأمراض الكآبة والفصام والذهان نتيجة التعذيب الشديد، 87 في المئة منهم لا يعرفون سبب اعتقالهم، 80 في المئة منهم لا يسمح لهم بمقابلة ذويهم، و90 في المئة منهم اعتقلوا وفق نظام المخبر السري ولأسباب طائفية.

وتتصاعد الاتهامات ضد الحكومة العراقية بتغاضيها عن فتح السجون أمام المنظمات الإنسانية المحلية والعربية والدولية، لكشف مصير عشرات الآلاف من المعتقلين منذ سنوات طويلة دون محاكمات قانونية.

وكشفت مصادر طبية في وزارة الصحة أنه لا يمر أسبوع إلاّ ويشهد وفاة عدد من المعتقلين في مختلف سجون البلاد تحت التعذيب الشديد لنزع الاعترافات قسراً، وتسلم جثثهم لذويهم دون السماح لهم برفع دعاوى قضائية ضد إدارات تلك السجون، ويغلق الملف على أن المعتقل توفي نتيجة جلطة دماغية أو مرض مزمن أو سكتة قلبية منعاً لكشف حقيقة الأمر.

اقرأ أيضاً: اعترافات جلاد عراقي عذّب واغتصب السجناء  
المساهمون