من بعد النكبة، سيطر الاحتلال على أغلبية الأوقاف الإسلاميّة ووضعت تحت رعاية مكتب رسمي تابع لدولة الاحتلال، بما يسمى بـ"سُلطة أراضي إسرائيل". ومنذ عام 1948، حُرم الفلسطينيون المسلمون من استعادة هذه الأوقاف، ولا سيما التي وجدت داخل مساحة المدن الفلسطينيّة الكبرى، ويافا هي واحدة من تلك المدن التي خسر أهلها هذه الأوقاف وحلت مكان إدارة الأوقاف الفلسطينيّة، لجنة أمناء مكونة من أهالي يافا، والذين لم يكن بمقدرتهم أن يحاربوا لاسترجاع هذه الأوقاف، بسبب شراسة الاحتلال ومنع أي محاولة من استعادة أي وقف إسلامي في البلد، حتى نظّم أهالي يافا أنفسهم من جديد قبل بضع سنوات وأسسوا الهيئة الإسلاميّة المنتخبة والتي يتم انتخابها كل ثلاث سنوات من قبل أهالي يافا المسلمين.
وفي تعقيب لـ"العربي الجديد"، قال الناشط اليافاوي، كايد أبو دين، إنّ "أهالي يافا مقصرون في هذه القضية، إذ استيقظنا صباح اليوم على خبر جرف أرض مقبرة الإسعاف من قبل بلدية تل- أبيب يافا، ولم نر العديد من أهالي يافا المسلمين الذين لم يستوعبوا خطورة هذه الأعمال، إذ أن باقي المقابر ستتعرض للخطر، لا سمح الله، في المستقبل القريب".
وحول تصرفات البلدية، عقّب المحامي محمد دريعي، رئيس الهيئة الإسلاميّة المنتخبة في يافا، قائلا: "في ذكرى النكبة، نؤكد أن نكبة الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرة بكل ألوانها البشعة، حتى ملاحقة الأموات. في مدينة يافا، دشنت البلدية 45 حديقة للكلاب بمساحة إجمالية أكثر من 10 دونمات. ومع هذا، فإن البلدية تأبى إلا أن تقيم مبناها الذي سيخدم اليهود بطبيعة الحال والمكان على مقبرة إسلامية لها قدسية". واختتم تعقيبه قائلاً: "رئيس بلدية مجرم حرب سابقا ومجرم إنسانية حالياً".
من الجدير بالذكر، أن بلدية تل-أبيب يافا أصرت على أن لا تتفاوض مع الهيئة الإسلاميّة المنتخبة في يافا، بحجة أن المقبرة لم تعد لها قدسية منذ عشرات السنين، وأن المبنى الذي سيبنى هدفه استيعاب الفقراء والمشردين في البلد، بغض النظر عن قوميتهم، الأمر الذي كان قبل سنوات حينما تواجد المبنى السابق.