تزايدت أعداد طلاب الولايات المتحدة الجامعيين ممن لديهم مشاكل واضطرابات عقلية مختلفة، وذلك تبعاً لتزايد الضغوط عليهم من جهة، ولتراجع وصمة العار المرتبطة بمثل هذه المشاكل من جهة أخرى، بحسب تقرير من موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" الجامعي المتخصص.
في هذا الإطار، أبلغ أكثرُ من ثلث طلاب الجامعات الأميركية عن أحد أشكال اضطراب الصحة العقلية بحسب دراسة شملت 200 حرم جامعي. وتبيّن من خلال المسح السنوي، الذي أجري عبر الإنترنت، لأكثر من 150 ألف طالب أنّ تشخيص الصحة العقلية ازداد من 22 في المائة إلى 36 في المائة بين عامي 2007 و2017.
وارتفعت نسبة الطلاب الذين يحصلون على العلاج الذهني من 19 في المائة إلى 34 في المائة خلال فترة السنوات العشر المذكورة، وارتفعت نسبة التفكير في الانتحار من 6 في المائة إلى 11 في المائة أيضاً.
لا يأتي هذا الارتفاع في نسبة الساعين إلى العلاج العقلي بسبب ازدياد نسبة الإصابة بالضرورة، بل يمكن أن يفسر أيضاً بتسجيل الطلاب الذين شملهم الاستطلاع معدلاتٍ أقل من الوصمة المرتبطة بالاضطرابات العقلية. وهكذا انخفضت نسبة الطلاب الذين يقولون إنّهم ينظرون إلى الشخص الذي يتلقى علاجاً عقلياً على أنّه أدنى منهم، من 11.4 في المائة عام 2007 إلى 5.7 في المائة العام الماضي، بينما انخفض عدد الطلاب الذين يعتقدون أنّ آخرين يشعرون بهذه الطريقة أيضاً من 64 في المائة إلى 46 في المائة.
تعلق الأستاذة المساعدة في سياسة وإدارة القانون الصحي في جامعة "بوسطن" والمؤلفة المشاركة في الدراسة، سارا كيتشن ليبسون، أنّه على الرغم من أنّ العلاقة لم تُختبر بشكل مباشر، فالانخفاض في وصمة العار قد يؤدي إلى ارتفاع أعداد الطلاب الذين يبحثون عن المساعدة. تابعت: "نجد أدلة قوية تشير إلى أنّ كلاًّ من ارتفاع معدل الانتشار وانخفاض الوصمة الاجتماعية يفسران الزيادة في هذه الأشكال من استخدام خدمات الصحة العقلية".
على صعيد متصل، توصلت دراسة أخرى نُشرت الشهر الماضي في مجلة "أميريكان كولدج هيلث" استناداً إلى مسح أكثر من 454 ألف طالب جامعي على مدى سبع سنوات، إلى أنّ هناك زيادة حادة في معدلات الاكتئاب والقلق ونوبات الهلع في الجامعات الأميركية.