الشيخ زياد اهليل.. قصة صمود وتحدٍ في وجه الاحتلال

11 نوفمبر 2015
اهليل يرفع علم فلسطين في الأقصى (العربي الجديد)
+ الخط -

بصدره العاري وجسده النحيل، يتصدّى المسن الفلسطيني الشيخ زياد أبو اهليل (58 عاما) لجنود الاحتلال الذين يطلقون الرصاص على الشبان الفلسطينيين خلال تظاهراتهم الغاضبة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

لا يريد الشيخ اهليل، وهو من سكان بلدة دورا جنوب المدينة، أن تحل الكوارث بالشبان الفلسطينيين الذين يتعرضون لخطة قتل ممنهجة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لذا يرى أن من واجبه أن يكون في الخطوط الأمامية بين الشبان وجنود الاحتلال ليمنع عمليات القتل.

وألهم اهليل الشبان الفلسطينيين عبر فيديوهات ظهر فيها على "يوتيوب"، إطلاق حملة "بهمّش"، والتي انتشرت كثيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عندما واجهه جنود الاحتلال بأن الشبان الفلسطينيين الذين يدافع عندهم يرشقونهم بالحجارة، فرد عليه بكلمة "بهمّش"، وتعني لا يهم.

ويقول لـ"العربي الجديد" إن "ما يحل بالمسجد الأقصى المبارك، وعملية إحراق عائلة دوابشة، وقتل الأطفال، إضافة إلى توسيع نطاق بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي، وعمليات الاعتقال، والحواجز، وهدم البيوت التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تستوجب منه التقدم بشجاعة لحماية الشباب والتصدي للجنود وقطعان المستوطنين".

وبرز الشيخ، عبر فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتصدى لجنود الاحتلال ويسقط أرضا بعد إطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر، واستهدافه بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.

ويروي اهليل لـ"العربي الجديد" ما حدث معه بعد تشييع جثمان الشهيد محمد الجعبري، في مدينة الخليل الشهر الماضي، ويقول: "اندلعت المواجهات مع الشبان بتواجد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين. توجهت إلى الجنود وخاطبتهم باللغة العبرية أن لا يطلقوا الرصاص على الشبان، وجهت رسالة للاحتلال بلغتهم كي لا يقتلوا الشبان الغاضبين بالرصاص".

لم يأبه جنود الاحتلال لصرخات المسن، وضربوه بحجرين في ظهره، ثم أطلقوا عليه قنبلة غاز، وبعدها رشوه برذاذ الفلفل، في الوقت الذي كان قد أصيب برصاصتين معدنيتين مغلفتين بالمطاط، أطلقهما جندي إسرائيلي، الأولى أصابته أسفل البطن، والثانية في فخذه الأيمن.

"كنت أخاطبهم. ثم شعرت بحرقة في كل أنحاء جسدي. سقطت من حيث كنت أقف، ثم غبت عن الوعي، ووجدت نفسي في المستشفى"، يضيف الشيخ اهليل.


هذه ليست المرة الأولى التي يتصدى فيها الشيخ لجنود الاحتلال، فقد سبق أن وقف في وجوههم في أكثر من منطقة خلال مواجهات اندلعت في المدينة، لا سيما في حرب غزة الأخيرة، وأشار إلى أنه متواجد دوما في كل مناطق مدينة الخليل، من أجل التصدي لجيش الاحتلال المدجج بكل أنواع الأسلحة، والتصدي لقطعان المستوطنين.

وسبق للشيخ اهليل أن رابط في المسجد الأقصي المبارك، وتصدى للمستوطنين، وتمكن من طرد أربعة مستوطنين خارج باحات الأقصى، وتعرض لعملية احتجاز من قبل جنود الاحتلال تخللها ضرب وشتم عندما رفع العلم الفلسطيني داخل باحات المسجد الأقصى المبارك.

ويفضل اهليل أن يطلق على الهبّة الجماهيرية في فلسطين اسم "الثورة"، مشيرا إلى أنها ثورة غضب وصمود وتحد، في الوقت الذي يناشد فيه الجماهير الهبة، نصرة للمسجد الأقصي المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ودعم الثورة، والتواجد لحماية الشباب الذين يقتلون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال تظاهراتهم، لا سيما الأطفال منهم.

ووجه اهليل رسالة إلى القيادة الفلسطينية قال فيها: "إنه بدون الوحدة والمصالحة وطي صفحات الماضي، لن يتم تحقيق الهدف المنشود، وهو التحرير الكامل للأراضي المحتلة"، فيما طالب القيادة بتشكيل مجلس عسكري موحد ذي كلمة واحدة لمواجهة عدوان الاحتلال على الفلسطينيين.




اقرأ أيضا:بروفايل شباب الانتفاضة يُحيّر الاحتلال

المساهمون