السعودية تتراجع عن قرار "تجريم النسوية" بعد انتقادات دولية

13 نوفمبر 2019
حذف بيان اتهام النسوية بالتطرف في السعودية لاحقاً (تويتر)
+ الخط -

أعلنت رئاسة أمن الدولة في السعودية تبرؤها من الإعلان الترويجي الذي صدر باعتبار اعتناق "الأفكار النسوية" فكراً متطرفاً، مؤكدة أن الخبر الذي نشرته صحيفة مملوكة للحكومة حول عقوبات مغلظة بحق النسويات مغلوط، وأنها ستقوم بمقاضاة الصحيفة.

وقالت رئاسة أمن الدولة السعودية في بيان: "إشارة إلى الفيديو الترويجي الذي بثه موقع الإدارة العامة لمكافحة التطرف بشأن مفهوم التطرف، فإن رئاسة أمن الدولة توضح أن القائمين على المحتوى المذكور لم يوفقوا في إعداد ذلك الفيديو؛ نظراً للأخطاء العديدة التي أوردها، كما تبين أن من قام به ونشره تصرف بشكلٍ فردي جانب الصواب، ما استدعى التحقيق في ذلك، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة التعامل مع الإعلام الجديد بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مجدداً".

وأضاف البيان أن "رئاسة أمن الدولة ستحاسب الصحيفة (في إشارة إلى صحيفة الوطن) التي قامت بنشر خبر يؤكد قيامها بفرض عقوبات تصل إلى الجلد والسجن بحق النسويات، والرئاسة ليست جهة قضائية حتى تصدر عقوبات بهذا الشكل".

ونشر حساب الإدارة العامة لمكافحة التطرف برئاسة أمن الدولة فيديو على "تويتر" الأسبوع الماضي، لكنّ التغريدة حُذفت في ما بعد، كما نشر الحساب أيضاً "إنفوغراف" لتعريف التطرف وأنواعه، وذكر أيضاً النسوية والمثلية والإلحاد والإباحية.


بدورها، شدّدت هيئة حقوق الإنسان السعودية عبر "تويتر" على أن "النسوية في السعودية غير مجرّمة؛ وأن المملكة تولي حقوق المرأة أهمية بالغة، والنقلات النوعية التي شهدتها حقوق المرأة مكنتها من كافة حقوقها لتصبح شريكاً مهماً في تحقيق التنمية المستدامة، وهي أحد أهداف رؤية المملكة 2030".


وأثار الفيديو الترويجي انتقادات من قبل منظمات حقوقية بينها منظمة العفو الدولية، والتي وصفته بأنه "خطير جدا".

وفي السنوات الماضية، خففت السعودية من القيود المفروضة على النساء في إطار حملة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حين تواجه السعودية انتقادات واسعة بسبب سلوكها في مجال حقوق الإنسان عموماً، وخصوصاً المحاكمات الجارية بحق 11 ناشطة حقوقية ونسوية.


ودشن مؤيدون للحكومة وسماً هاجموا فيه النسوية فور نشر السلطات الفيديو الذي يدينها، ومن بينهم عضو مجلس الشورى السعودي، كوثر الأربش، لكن هؤلاء المغردين تراجعوا فيما بعد.

كذلك قامت صحيفة الوطن بحذف الخبر الذي قامت بكتابته حول العقوبات المفروضة على النسويات من على موقعها الإلكتروني، وقال معارضون سعوديون إن تراجع السلطات عن قرار تجريم النسوية ونشر فيديو يصفها بالتطرف، وحذف الخبر من صحيفة حكومية لا تنشر شيئاً إلا بإذن السلطات يوضح أنها استجابت للضغوط الخارجية.


وقالت ناشطة نسوية تعيش خارج السعودية، فضلت عدم الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، إن "التراجع عن القرار جاء خوفاً من موجة سخرية واستنكار ستجتاح العالم، وتؤثر على صورة محمد بن سلمان، خصوصاً بعد الفضائح الأخيرة مثل التجسس عبر تويتر وقتل الصحافي جمال خاشقجي، وغيرهما".

المساهمون