المتضررون من عدوان غزة يحذّرون من الانفجار

غزة

عبد الرحمن الطهراوي

avata
عبد الرحمن الطهراوي
23 فبراير 2015
FEC3CBFA-8BAF-4F78-9A61-64F804454BE5
+ الخط -
"الوضع لا يطاق، نحن نموت بشكل تدريجي أمام أنظار الجميع، ولا أحد يتحرك لنجدتنا". بهذه الكلمات عبر المواطن الفلسطيني علي أبوجراد (64 عاماً) عن سخطه الكبير من تأخر عملية إعادة بناء منزله في شمال قطاع غزة، الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء حربها الأخيرة ضد القطاع، صيف العام الماضي.

وشارك أبوجراد في اعتصام جماهيري، اليوم الإثنين، أمام المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، بدعوة من المكتب التنسيقي للجان الشعبية للاجئين، والحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار، وبعض فصائل العمل الوطني والإسلامي، استنكاراً لتأخر عملية الإعمار وإغلاق المعابر.

ويقول المتضرر أبوجراد لـ"العربي الجديد"، إنه منذ ستة أشهر وهو يتحرك مع مئات المتضررين نتيجة العدوان والحصار، من اعتصام لآخر، يطالبون بحقوقهم، وبإعادة بناء بيوتهم، ولكن لا يجدون جواباً إلا الوعود، التي لم تنفذ حتى الآن، مستنكراً موقف السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق من تهميش سكان القطاع وعدم الاستجابة لمطالبهم.

وبدأ أصحاب المنازل المدمرة وقفتهم الاحتجاجية، بإطلاق الهتافات والنداءات التي تعبر عن غضبهم من موقف "أونروا" والمنظمات الدولية من الوضع المتردي في القطاع، رافعين لافتات تطالب بكسر الحصار الإسرائيلي والبدء الفوري في الإعمار دون أي شروط مسبق أو تنازلات.

من ناحيته، تساءل المواطن محمد أبوحسان، عن مصير التبرعات المالية الكبيرة التي أعلن عن صرفها لصالح إعمار القطاع. ويذكر أبوحسان (42 عاماً) لـ"العربي الجديد"، أنّ "جميع المؤشرات تؤكد أنّ إعمار غزة سيتأخر، فالمعابر مغلقة، والوضع يزداد سوءاً، والحصار على حاله، ومواد الإعمار شحيحة جداً وبأسعار عالية".


بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أبوالقسام عزيز، خلال الاعتصام، إنّ الشعب الفلسطيني يرفض العيش في البيوت المتنقلة أو في الخيام، التي لا تتوفر فيهما أدنى مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، محملاً وكالة غوث مسؤولية تدهور الأوضاع الحياتية في قطاع غزة.

وأشار عزيز إلى أنّ صبر الشعب الفلسطيني وأصحاب المنازل المدمرة، يكاد ينفد، الأمر الذي يستوجب تحركاً فعلياً من كافة الجهات، للشروع فوراً في عملية إعادة الإعمار وفتح المعابر الحدودية لإدخال كافة احتياجات سكان القطاع المحاصر.

وفي السياق ذاته، ذكر المتحدث باسم الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار أدهم أبوسلمية، أن معاناة سكان القطاع تتفاقم يوماً بعد آخر، في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي الذي تعهد، في أكثر من مناسبة، بفك الحصار الإسرائيلي والبدء في بناء وترميم ما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية.

وطالب أبوسلمية، في كلمته على هامش الوقفة، الدول العربية والجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ، لإنقاذ الأوضاع المتدهورة في القطاع، والتي تهدد كافة مقومات الحياة في غزة، مشيرًا إلى أن سبعة شهداء قضوا خلال الشهور الماضية، نتيجة تأخر الإعمار وتشديد الحصار الإسرائيلي.

وبين أبوسلمية أن استمرار إغلاق المعابر، وبقاء مئات البيوت المدمرة على حالها، وتغاضي المجتمع الدولي عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع، ينذر بشكل خطير بانفجار قطاع غزة في وجه كافة الأطراف التي تحاصره وتحاول أن تسلب من إرادته.

اقرأ أيضاً: الصيد والزراعة مهنتان لا يتوارثهما الأبناء في غزة 
اقرأ أيضاً: محمد قنيطة.. صوت المواطن الغزاوي









ذات صلة

الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
حرب غزة | آثار قصف المواصي في رفح 22/6/2024 (بشار طالب/فرانس برس)

سياسة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح في أقصى قطاع غزة، التي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة.
الصورة
عائلة أبو عمشة في غزة تعاني من ويلات النزوح والمرض والحرب، 18 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

لم يتجاوز عمر الطفلة انشراح أبو عمشة الـ 16 عاماً، عاشتها في غزة كغيرها من أطفال القطاع المحاصر غير أنها عانت خلال أعوامها الصغيرة الحرب والسرطان