حيّ الوعر... 100 ألف سوري مهددون بالتهجير

25 نوفمبر 2016
مهجَّرو حيّ الوعر (فيسبوك)
+ الخط -

تُواصل قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، لليوم الحادي عشر على التوالي، استنزاف أكثر من 100 ألف مدني محاصر في حي الوعر، آخر معاقل المعارضة، بمدينة حمص (وسط)، حيث وصل عدد القتلى إلى 20 شخصاً وأكثر من 150 جريحاً.

ويحاول النظام من خلال الحصار، الوصول إلى تسوية كاملة مع الأهالي والفصائل المعارضة في حي الوعر، تُفضي إلى تهجير من لا يقبل العودة للعيش تحت سطوة النظام، إضافة إلى عدم حل ملف المعتقلين، الذين يزيد عددهم في حمص عن سبعة آلاف معتقل.

وفي هذا السياق، قال الخمسيني المحاصر في حي الوعر، أبو فاخر، لـ"العربي الجديد" "نحن نُقتل ببطء. لا يمكن أن أصف حياتنا اليومية. نحن نستيقظ وكابوس تأمين القليل من ماء الشرب يطاردنا، كما تطاردنا قذائف المدفعية والهاون ورصاص القناصة، فإما نعود بما يروي عطشنا وإما نصبح رقماً ضمن القتلى أو الجرحى".

وروى أنّ "الطعام غالباً ما يقتصر على وجبة واحدة عمادها القليل من الأرز أو العدس أو البرغل. لا يتوفر الخبز الذي كان يشكل المادة الرئيسية في جميع وجباتنا قبل الحصار، ولا الخضار ولا الفواكه ولا اللحوم. هناك أطفال ولدوا تحت الحصار لا يعرفون شكل أو طعم الكثير من الخضروات والفواكه التي كانت تنتجها أرضنا، حتى نحن أعتقد أننا نسيناها".

بدورها، قالت الناشطة سلمى الحمصية، لـ"العربي الجديد" "استطعنا أن نعيش ونستمر رغم الحصار لسنوات، ورغم أنها سنوات مرارة وألم لكننا مستمرون. لا أتخيل أنه بعد كل ما عانينا منه، أن يذهب كل شيء بلا نتيجة، ونجبر على مغادرة بيوتنا أو العيش تحت سلطة النظام. ماذا أقول لابني الذي قتل بقذيفة النظام؟ كيف أتركه؟ ماذا أقول لأختي التي تتنظر خروج ولديها من المعتقل ومعها الكثير من الأمهات؟".

وأضافت "يتناقل الناس حديثاً عن أن التهجير إلى إدلب خيار مطروح، وهم لا يدرون أي مصير ينتظرهم، خاصة أن النظام يهجر مقاتلين وقلة من الناشطين والعاملين في القطاع الطبي، إلا أن الغالبية من المدنيين، يفرض عليهم النظام تسوية تجعلهم يعودون للعيش تحت سيطرته. وقد يفرض على الشباب أن يحملوا السلاح في جبهاته، في حين يبقي عائلاتهم تحت سيطرته ليضمن ولاءهم، هذا يجعل الأهالي يعيشون في رهاب يومي يترقبون الأخبار".


المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي"، محمد السباعي، أشار إلى أنّ "الوضع في حي الوعر عبارة عن مأساة إنسانية تصل حد الكارثة. 100 ألف مدني محرومون من كل مقومات الحياة سواء المواد الغذائية والطبية والخدمات من كهرباء ومياه صالحة للشرب واتصالات، في ظل قصف متواصل بمختلف الأسلحة".

ولفت إلى أنّ "ما يزيد الوضع سوءاً في الوعر، هو استهداف التجمعات والنقاط والكوادر الطبية، وتدمير المركز الطبي الوحيد الذي كان يضم بنكاً للدم وأطباء وعيادة للأطفال وغالبية الاختصاصات".

وأوضح أن "الأهالي يبحثون عن البدائل إلا أنها صعبة، حيث يضطر المرضى للذهاب إلى الأطباء المتوفرين في منازلهم أو نقاط الإسعاف التي تواجه صعوبات في معالجة الجرحى، خاصة أن هذه النقاط ومنازل الأطباء فقيرة بالمعدات"، مبيناً أن "الجرحى يسببون ضغطاً شديداً على الأهالي بسبب عدم توفر الأدوية، والبقاء في الملاجئ الباردة جراء عدم توفر مواد التدفئة، ما تسبب بانتشار مزيد من الأمراض".

وأفاد السباعي بأن "في الوعر ما يقارب 6 أطباء، ومعظم الاختصاصات غير متوفرة"، مشيراً إلى أن "قصف المركز الطبي تسبب بدمار يصل إلى ما يقارب 40 في المائة، وتخريب المعدات ومواد التحاليل".

وذكر أن الوعر "ممنوع عليه دخول الأدوية والمعدات الطبية منذ سنوات، ضمن سياسة ممنهجة لإرهاق الأهالي بالإصابات عبر القنص، قبل أن يعود القصف والتدمير المتواتر لمساكن المدنيين والبنية التحتية".

يُذكر أن العديد من الناشطين والأهالي ناشدوا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية، التدخل لوقف القصف العشوائي على المدنيين وفتح معابر إنسانية، وإدخال المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى حل ملف المعتقلين عبر إطلاق سراحهم.

المساهمون