قصر الفريد.. أثر سعودي وسط الصحراء

21 ابريل 2015
يقف قصر الفريد وحده وسط الرمال (Getty)
+ الخط -
في محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة في السعودية، تقع مدائن صالح الأثرية المعروفة وسط الصحراء.

التسمية بالذات تعيدنا إلى القصة التي يوردها القرآن عن النبي صالح وقومه المعروفين بقوم ثمود. فتلك المنطقة تشهد على حضارتهم غير المؤرخة زمنياً بشكل محدد. فثمود مع غيرها من الأقوام، كعاد وجديس وطسم وغيرها، تصنّف من العرب البائدة الذين لا يذكر التاريخ عنهم شيئاً، ويرد ذكرهم في القرآن والروايات الدينية غالباً.

مدائن صالح معروفة بواجهاتها الصخرية المنحوتة والتي يصل عددها إلى 153 واجهة. والموقع بأكمله مصنّف على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، منذ عام 2008.

من جهته، استعرض موقع "فيرال نوفا" أثراً محدداً من هذه المدينة. وهو أثر يمتاز عن بقية الواجهات المنحوتة في مدائن صالح بكونه منفصلاً عنها.

يقف قصر الفريد وحده وسط الرمال. وهو عبارة عن بقايا قلعة صخرية كبيرة، تظهر أبوابها ومصاطبها بوضوح من الواجهة الأمامية. أما من كلّ الجهات الأخرى، بما فيها الجهة العليا، فلا تظهر منها أيّ معالم غير طبيعية، بل تبدو وكأنها أجزاء من صخرة عملاقة فحسب.

يشير الموقع إلى أنّ الوقوف هناك يستدعي التعجب الفوري، والتساؤل عن كيفية بناء مثل هذه القلعة على عظمتها في زمن لم يثبت التاريخ وجود أيّ تكنولوجيا مستخدمة اليوم في بناء الأبراج وغيرها. وهو الذهول نفسه الذي يصيب من يزور أهرامات الجيزة في مصر، وأهرامات السودان، وكذلك لوحات حضارة المايا التي تظهر من الجو في بعض بلدان أميركا اللاتينية، والأعمدة الرومانية العملاقة المرمية أرضاً في بعلبك، شرق لبنان.

وعلى الرغم من أنّ المنطقة بأكملها يُردّ تاريخها إلى قوم ثمود، فبعض المؤرخين يشير إلى أنّ الآثار تعود إلى ممالك معين في القرن الخامس قبل الميلاد، واللحيانيين في الفترة نفسها، والذين يقال إنّهم فرع من ثمود، والأنباط في القرن الميلادي الأول. ويقول المؤرخون إنّ مدائن صالح هي الحاضرة الثانية للأنباط بعد البتراء الأردنية المسجلة بدورها على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، والتي انضمت أيضاً إلى عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007.

وبالإضافة إلى كونها حصناً منيعاً، فقد كانت مدائن صالح مركزاً تجارياً مهمّاً في الطريق ما بين بلاد الشام والجزيرة العربية.

يشار إلى أنّ مدائن صالح تعتبر أول موقع أثري في السعودية يصنّف في قائمة اليونسكو، وأحد ثلاثة مواقع حتى اليوم.
دلالات