تشير الأحداث المتسارعة في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، إلى استمرار مأساة النزوح ومعاناة المهجّرين، فالتحذيرات التي كانت تطلقها جهات محلية من أنّ النزوح قد يطاول مناطق تُعَدّ آمنة باتت أمراً واقعاً في المحافظة. ومدينة سرمين، على سبيل المثال، التي كانت تبعد عشرات الكيلومترات عن خطوط المواجهة، باتت قاب قوسين أو أدنى من مدفعيّة النظام السوري، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مدينتَي بنش وإدلب.
قبل أربعة أيام، مع اشتداد المعارك في محيطها، أخليت مدينة سرمين من المدنيين. هذا ما يؤكده مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي للمدينة نصر الدين حسون لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنّه "مذ صارت سرمين خطّ اشتباك على جبهتَي النيرب وسراقب، أُفرغت من أهلها بشكل كامل. ونحن كمجلس محلي، عملنا على نقل معداتنا إلى خارجها لنضمن متابعة شؤون الأهالي". يضيف حسون أنّ "قوات النظام تبعد اليوم نحو ثلاثة كيلومترات عن مدينة سرمين من جهة بلدة النيرب، وما بين أربعة كيلومترات وخمسة من جهة سراقب"، شارحاً أنّ "المدينة محاطة حالياً بقوات النظام من جهتَين، فيما المدنيون غادروها كلّها من جرّاء القصف الذي استهدفها، وتوجّهوا إلى مخيمات للنازحين وإلى مناطق ريف حلب الشمالي مثل مدن أعزاز والباب وعفرين".
عبد الرحمن عبود، من النازحين الذين اضطروا إلى الخروج من سرمين، يقول لـ"العربي الجديد" إنّه لم يجد خياراً أمامه إلا التوجّه إلى أقارب له في بلدة معرة مصرين. ويخبر أنّه "بعد الاطمئنان على أنّ أطفالي وزوجتي صاروا بمنأى عن القصف، استفدت من الهدوء فجر اليوم وقصدت المنزل لجلب بعض احتياجاتنا". ويوضح عبود أنّه تمكّن من ذلك "بعدما راح الأهالي ينشرون عبر إحدى المجموعات الخاصة بنا على فيسبوك أخباراً عن حالة هدوء"، لافتاً إلى أنّه صادف عدداً من الأهالي يقومون بالمثل. ولا يخفي عبود أمله بأن تكون "عودتنا إلى منزلنا قريبة".