أفادت السلطات الصحية في صنعاء بأن عدداً من المحافظات اليمنية شهدت انتشاراً واسعاً لمرض الحصبة، والذي تسبب في وفاة عشرات اليمنيين.
وقال المنسق الوطني لمكافحة مرض الحصبة في وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين (أنصار الله)، الدكتور وحيد عبد الله الباخشي: "تسببت الحرب في تدهور الوضع الصحي وتوقف كثير من المرافق الصحية، ما انعكس سلباً على الخدمات الصحية المقدمة للأطفال، ومنها خدمات التحصين الروتيني، لا سيما الجرعة الأولى والجرعة الثانية ضد فيروس الحصبة".
وأضاف الباخشي، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن هذا الوضع المضطرب أدى إلى انتشار المرض في المحافظات اليمنية، مؤكدا أن "نظام الترصد للمرض في الوزارة سجل نحو 12798 حالة مشتبها بإصابتها بالمرض، في أكثر من 278 مديرية، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني الماضي وحتى 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، منها نسبة 82 في المائة من الحالات المبلغ عنها لم تأخذ لقاح الحصبة".
وأشار الباخشي إلى أن 201 حالة توفيت بسبب مضاعفات المرض خلال نفس الفترة، وتصدرت محافظات البيضاء قائمة المحافظات في عدد الوفيات البالغ 28 وفاة، ثم محافظة ذمار بـ21 حالة وفاة، وصنعاء 19 حالة، ومحافظتا إب وأبين بعدد 17 حالة لكل منهما. وتوزعت بقية الوفيات في كل من حجة وشبوة وعدن والحديدة وتعز وصعدة والمكلا.
ولفت إلى أن الفيروس سبق أن اختفى منذ سنوات، إلا أن الحرب وتدهور الأوضاع الصحية تسببا في عودة تفشيه بين السكان في مختلف المحافظات. وقال: "نعتزم تنفيذ حملة وطنية للتحصين ضد الحصبة والحصبة الألمانية، خلال الأسابيع القادمة، بتمويل من المنظمات الدولية. وسجل تقرير صادر عن إدارة الترصد الوبائي بوزارة الصحة في صنعاء، إصابة 999 شخصا بمرض الحصبة منذ بداية عام 2018 وحتى مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، في كافة المديريات التابعة لأمانة العاصمة، من دون تسجيل أي وفيات بالمرض.
وأشارت منظمة "يونيسف"، في وقت سابق، إلى أن مرض الحصبة عاد للظهور في بعض المناطق اليمنية، ووصفت المرض بأنه أحد أمراض الطفولة القاتلة، مؤكدة أن الوقاية من الإصابة تبدأ بتحصين الأطفال ورفع الوعي بين الناس.
وحسب المنظمات الأممية، فإن 9.3 ملايين يمني بحاجة ماسة إلى رعاية صحية، كما ساهم الوضع الصحي المتدهور في تفشي الكوليرا والدفتيريا.