استمع إلى الملخص
- أقفل مستشفى مرجعيون الحكومي أبوابه بعد غارة إسرائيلية استهدفت سيارات إسعاف، مما أدى إلى حالة من الذعر بين الطاقم الطبي، وزاد من صعوبة تقديم الخدمات الطبية في ظل نقص الموظفين.
- ندد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالانتهاكات الإسرائيلية، مطالباً بالسماح لفرق الإنقاذ بالوصول إلى المواقع المتضررة، حيث بلغ عدد الشهداء من المسعفين 101 منذ بدء العدوان.
أعلنت ثلاثة مستشفيات لبنانية، اثنان منها في جنوب لبنان وآخر يقع عند أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت، تعليق خدماتها اليوم الجمعة. وقد أتى ذلك بسبب القصف الإسرائيلي المكثّف على محيطها والذي طاولها كذلك، في ظلّ العدوان الإسرائيلي على لبنان المتصاعد أخيراً.
وقد أفادت إدارة مستشفى سانت تريز الواقع في بلدة الحدت، عند تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت، عن "وقف تقديم الخدمات الاستشفائية" بعد وقوع "أضرار جسيمة" في مبنى المستشفى ومعدّاته، بسبب غارات عنيفة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي الليلة الماضية. ولفتت الإدارة إلى أنّ المستشفى الخاص "يتطلب عملية تأهيل شاملة لمختلف أجزائه". يُذكر أنّ الضاحية الجنوبية لبيروت كانت قد تعرّضت، ليل الخميس الجمعة، لسلسلة غارات إسرائيلية مكثّفة، فيما وجّه جيش العدوّ الإسرائيلي أوامر إخلاء إلى سكان مناطق عدّة هناك.
وفي جنوب لبنان، أعلنت إدارة مستشفى ميس الجبل الحكومي "إخلاء" المنشأة الطبية، و"وقف العمل في الأقسام كلها"، وذلك بسبب "قطع الطرقات وخطوط الإمداد" بالإضافة إلى "صعوبة وصول" طاقم المستشفى إليه. وقد سبق لهذا المستشفى، الواقع في بلدة متاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة، أن أعلن مراراً تعرّض محيطه وباحته الرئيسية لقصف إسرائيلي.
بدوره أقفل مستشفى مرجعيون الحكومي أبوابه بعد غارة إسرائيلية استهدفت سيارتَي إسعاف عند مدخله الرئيسي وقتلت أربعة من مسعفي الهيئة الصحية الإسلامية. وقد أفاد مدير المستشفى مؤنس كلاكش وكالة فرانس برس بأنّ تلك الغارة أثارت "حالة من الإرباك والذعر في صفوف الطاقم الطبي والموظفين".
أضاف كلاكش: "كنّا نقدم الخدمات الطبية للمنطقة منذ بدء الحرب (الإسرائيلية على لبنان)، لكن مع النقص في عدد الموظفين والطاقم الطبي، جاء القصف اليوم ليسرّع عملية إغلاق المستشفى". وأقد فادت الوكالة الوطنية للإعلام، اللبنانية الرسمية، بأنّ "الطاقم الطبي أُجلي من المستشفى"، الذي توقّف عن العمل.
ويشهد قضاء مرجعيون الجنوبي، الواقع في المنطقة الحدودية مع شمال فلسطين المحتلة، حركة نزوح منذ أيام، على وقع الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بلدات عدّة فيه، بعض منها للمرّة الأولى. وقد أشار كلاكش إلى أنّ مستشفى مرجعيون الحكومي كان يعمل "في الأيام الأربعة الأخيرة من دون طبيب تخدير ولا اختصاصيي مختبر، من جرّاء حركة النزوح".
ومع تكرار استهداف مسعفين في مناطق عدّة، أفاد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأنّه أجرى سلسلة اتصالات دبلوماسية من أجل "الضغط على العدوّ الإسرائيلي للسماح لفرق الإنقاذ والإغاثة بالوصول إلى المواقع التي تعرّضت للغارات، والسماح بنقل الضحايا والجرحى" منها. وقد ندّد ميقاتي بما يقوم به "العدو الاسرائيلي من انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية".
تجدر الإشارة إلى أنّ وزير الصحة العامة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض كان قد أعلن، أمس الخميس، أنّ "إجمالي عدد المسعفين وعمّال الإطفاء" الذين قُتلوا منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي غداة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بلغ 97 عنصراً على أقلّ تقدير، من بينهم 40 عنصراً في الأيام الثلاثة الماضية. وإذ أُضيف إلى هؤلاء المسعفون الأربعة الذين استشهدوا اليوم، فإنّ الحصيلة ترتفع إلى 101 شهيداً من مختلف هيئات الإغاثة والإسعاف.
(فرانس برس، العربي الجديد)