ونقلت شبكة "CNN"، أنّ أعضاء "لجنة الأكاديميات الوطنية للعلوم والطب والهندسة"، قالوا في تقريرهم إلى البيت الأبيض، إنّ البيانات غير واضحة، حول ما إذا كان الفيروس التاجي ينتشر بسهولة في الطقس الدافئ كما يحدث في الطقس البارد. ولفتوا إلى أنّ هذا الأمر قد لا يكون على قدرٍ عالٍ من الأهميّة، نظرًا لأنّ عدداً قليلاً من الأشخاص في العالم، محصّنون ضد فيروس كورونا.
ويشير تقرير الأكاديميات الوطنية، التي تقدّم المشورة للحكومة والجمهور، إلى أنّه على الرغم من أنّ بعض التقارير أظهرت أن معدّلات نمو الوباء تبلغ ذروتها في الظروف الباردة، فإنّ تلك الدراسات كانت قصيرة ومحدودة. ووجدت إحدى هذه الدراسات، في نتيجة أولية، أنّ الإصابات بـ"كوفيد-19" في المناخات الأكثر دفئًا، أقلّ، ولكن لم يتم التوصّل إلى نتيجة نهائية بعد.
ويُظهر التقرير أنّ هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أنّ فيروس كورونا قد ينتشر ببطء أكبر في المناخات ذات درجة الحرارة والرطوبة العالية. لكن على الرغم من ذلك، وبالنظر إلى نقص مناعة الجسم المضيف على الصعيد العالمي، فإنّ هذا التدني في القدرة على الانتقال، قد لا يؤدّي إلى انخفاض كبير في انتشار المرض، في حال لم يصاحب ذلك الالتزام بالإجراءات المتّبعة للحدّ من انتشاره، مثل التباعد الاجتماعي وغيره.
فعلى سبيل المثال، تبيّن مع تفشي المرض في الصين، أنّ كل شخص مصاب نقل الفيروس إلى ما يقارب شخصين آخرين، حتى في ظلّ ظروف درجات الحرارة والرطوبة القصوى.
ولفتت شبكة "CNN" إلى أنّ ترامب، قال في 10 فبراير/شباط الماضي، في تصريحات رسمية، إنّ الكثير من الناس يعتقدون أنّ الفيروس سيزول مع ارتفاع الحرارة في إبريل/نيسان الجاري. وأكّد أنّ الفيروس سيختفي.
وكرّر هذا الادّعاء، في وقت لاحق من ذلك اليوم، في تجمّع سياسي بنيو هامبشير، ثم عاد وكرّر الأمر للمرّة الثالثة، في اليوم ذاته، خلال ظهور له على شبكة "فوكس نيوز". كذلك، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أنّ ترامب قال في 16 مارس/آذار، إنّ الفيروس قد "يزول" مع حلول الطقس الدافئ.
في المقابل، لفتت رسالة علماء اللجنة الأكاديمية الوطنية للعلوم، إلى أنّ بعض الدراسات المخبريّة أظهرت انخفاضاً في سرعة انتقال الفيروس في ظلّ ظروف مناخيّة أكثر دفئًا ورطوبة، ولكنها تبقى حتى الآن معلومات غير دقيقة.
وقام الباحث في جامعة تولين الأميركية، تشاد روي، بوضع الفيروس في درجات حرارة حارة ورطبة في المختبر، ودرسه لمدة 16 ساعة، ليستخلص من بعدها أنّ فيروس كورونا الجديد، يعيش لفترة أطول من الإنفلونزا أو الجدري أو السلّ أو حتى الفيروس التاجيّ الذي يسبّب مرض السارس، المعروف باسم المتلازمة التنفسيّة الحادة الوخيمة.
وحذّر التقرير من افتراض أنّ زيادة الرطوبة ودرجة الحرارة، ستؤدّي إلى انخفاض في الإصابات بالفيروس، حيث إنّه لا يزال ينتقل في البلدان ذات الطقس الدافئ، مثل أستراليا وإيران، اللّتين تشهدان انتشارًا سريعًا لفيروس كورونا الجديد.
بدوره، أشار، بول أوفيت، أخصائي الأمراض المعدية، إلى أنّ الفيروسات التاجيّة التي تسبّب نزلات البرد، هي موسميّة، إلاّ أنّ هذا الفيروس التاجيّ الجديد، يختلف عنها لأنّه نشأ في الحيوانات وليس في البشر.
ويقول أوفيت، أستاذ طب الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إنّ طريقة عمل هذا الفيروس، لا تزال غير واضحة.