العواصف والأمطار تقتلع المدنيين من خيمهم في الركبان

22 أكتوبر 2018
المخيم الصحراوي لا يصلح للعيش (فيسبوك)
+ الخط -


الظاهر عند معبر نصيب/جاسم الواقع عند الحدود السورية الأردنية، من حركة سياحية ناشطة، وانتعاش تجاري ملحوظ، يخفي 70 ألف مدني سوري يجدون أنفسهم عالقين في المخيّم الصحراوي "الركبان"، ويعانون من الأمطار الغزيرة التي حولت المخيم إلى كتلة طينية، علاوةً على نقص المساعدات.

ويقع المخيّم في المثلث الصحراوي بين سورية والعراق والأردن، لذلك لُقّب بـ "مثلث الموت"، ويقطنه نحو 70 ألف مدني جلّهم من الأطفال والنساء.

وأطلق ناشطون ووسائل إعلام ومنظمات حقوقية خلال الأيام الماضية، حملةً ضخمة من أجل إنقاذ المدنيين، بعد أن انقطعت عنهم المساعدات عدّة أشهر، وباتوا غير قادرين على تأمين المواد الغذائية الأساسية، والمستلزمات الطبية من أجل إغاثة المرضى والحوامل، في ظل رفض السلطات الأردنية فتح الحدود أمام الحالات الإنسانية في المخيّم.

ولكن معاناة المدنيين لم تتوقّف عند هذا الحدّ، بل زادت مع الهطول الغزير للأمطار، ما أسفر عن سيول جارفة حوّلت المخيّم إلى كتلة طين كبيرة.

وقبل يومين، وبدون سابق إنذار، هطلت أمطار غزيرة على المنطقة الصحراوية التي يتربّع فيها مخيم الركبان، فجرفت الخيم المعدة للسكن وأعمال التجارة وسوّتها بالأرض، ما أبقى المدنيين في صحراء طينية قاحلة لا يوجد فيها أي طريقة للعيش.



وتحدث "العربي الجديد" مع نازحين يقيمون في المخيم عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، بسبب صعوبة الوصول إليهم وسط الحصار.

وقال مصعب الحمود، وهو نازح من ريف حمص الشرقي نحو مخيم الركبان: "كنّا في المخيّم عندما هطلت الأمطار بشكلٍ مفاجئ وهبت العاصفة، وخلال ثوانٍ تحوّلت أراضي المخيّم الرملية إلى كتل طينية يستحيل المشي عليها".

وأضاف أن الأطفال لم يعودوا قادرين على التحرّك نحو منازلهم وخيمهم بسبب وعورة الأرض التي شلّت حركة الكبار قبل الأطفال، لافتاً إلى أنّ ذلك دفع مدنيين من داخل المخيّم لإنقاذ النساء والأطفال العالقين.



وأوضحت أم محمد أن الخيمة التي تؤويها مع أطفالها وزوجها انهارت فوق رؤوسهم بعد عدّة دقائق من هطول الأمطار، وأصبحت العائلة عالقة تحت الأمطار الغزير وفوق الطين، من دون أن يتمكّن أيّ من المدنيين من مساعدتهم.

وقالت أم محمد: "من دون الأمطار الغزيرة والسيول ونحن عالقون في هذا المخيّم وغير قادرين على تأمين قوتنا اليومي منذ أشهر بسبب الحصار المفروض علينا، وعدم قيام أي جهة بمساعدتنا وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلينا"، لافتةً إلى أن أزمة السيول زادت من المشكلة وجعلت حياة المدنيين هناك تشبه الموت على البطيء.



وتقدّر الحالات التي تحتاج إلى مساعدات طبية عاجلة في المخيم بالعشرات، وهؤلاء المرضى غير قادرين على عبور الحدود لتلقّي العلاج في الجارة الجنوبية الأردن، كما أنّهم غير قادرين على التوجّه إلى مناطق النظام السوري.

من بين هؤلاء طفلة تُدعى ديانا، وتعاني من التهاب سحايا بسبب التلوّث في الطعام والشراب والجو وإصابتها سابقاً بجرثومة، على ما يوضّح والدها. وقال: "هذه الفتاة يجب أن تلقى مساعدات طبّية عاجلة لأن جسمها غير قادر على مقاومة الأمراض والأوبئة"، موضحاً أن من بين الأمور البسيطة التي تحتاجها هو الدفء. لكن الخيمة التي تقطن فيها عائلة ديانا انهارت بعد 15 دقيقة من الأمطار، وما زالت العائلة بدون أي حل بديل ومأوى مناسب.

وتتكوّن الخيم في الركبان بحسب مدنيين من أقمشة عادية يتم تثبيتها بالأعمدة والأحجار، هي خيم آيلة للسقوط دوماً في المطر والعواصف الرملية والترابية وحتى هبوب الهواء.
المساهمون