تُكابد الفلسطينية سناء سمحان (48 عاماً) والدة الأسيرين روان وعبد الله سمحان، من بلدة الظاهرية جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية، مشقة الاعتناء بخمسة أطفال حرمهم الاحتلال الإسرائيلي من أُمهم روان، حين اتهمها بحيازة سكين، أثناء زيارة أخيها عبد الله في سجن نفحة الإسرائيلي، عام 2014.
واعتقلت روان سمحان (26 عاماً) لأول مرة عام 2014، لمدة 12 يوماً، وتمكنت عائلتها من إخراجها من السجن بكفالة مالية قدرها 15 ألف شيقل بالعملة الإسرائيلية (4300 دولار)، وعقدت لروان بعدها جلسات في المحاكم الإسرائيلية؛ حتى قرر الاحتلال اعتقالها أثناء محاكمتها في مدينة بئر السبع في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بتاريخ 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، والحكم عليها بالسجن الفعلي 18 شهراً.
وأصابت عائلة سمحان صدمة كبيرة نتيجة اعتقال ابنتها روان، إذ تقول والدتها سناء سمحان لـ"العربي الجديد": "ظل الاحتلال يعقد محاكم لابنتي روان بواقع محكمة كل ثلاثة أو سبعة أشهر، حتى تم اعتقالها أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وهذا شكل لنا مفاجأة كبيرة".
لم يعر القاضي في المحكمة الإسرائيلية اهتماماً لوضع روان، فهي أم لخمسة أطفال: نهال (9 أعوام) من زواجها الأول، ومن زواجها الثاني: سامي (4 أعوام) وميلا (3 أعوام) ودارين (عامان)، ومحمد الذي سيتم عامه الأول في الحادي والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ولن تتمكن الأسيرة روان سمحان من الاحتفال بعيد ميلاد محمد، أصغر أطفالها، فهي تقبع في سجون الدامون، بينما يعيش أطفالها في كنف والدتها في بلدة الظاهرية، حتى تتُم محكوميتها، أو يقرر الاحتلال الإفراج عنها.
تقول والدة روان: "أنا أعاني من مشاكل في الغدة الدرقية، وأعتني بالإضافة إلى أبناء روان، بأحفادي الآخرين، أعاني كثيراً ووضعي صعب للغاية، لا أتمكن من النوم كفاية، فهذا الطفل يتعرض لوعكة صحية، وذاك يستيقظ من نومه، عدا عن أنني فقدت عملي لصالح الاعتناء بأطفال ابنتي الأسيرة".
وتضيف "ما ذنب روان أن تُعتقل من دون سبب، أو بسبب شقيقها عبد الله الذي ظل مطارداً من الاحتلال ما يزيد على 4 أعوام، حتى اعتقل في عام 2014 قبل اعتقال روان، لقد أخبرنا أحد المحامين أن اعتقال روان بسبب ما يسمونه نشاط شقيقها عبد الله ضد الاحتلال، وليس بتهمة حيازة سكين لا تعرف روان نفسها من أين أتت!".
لم تتمكن سناء سمحان من زيارة ابنها عبد الله منذ 8 أشهر، فرغم حصولها على تصريحٍ للزيارة، يتم إرجاعها من معبر الظاهرية جنوب الخليل، بحجة أنها مرفوضة أمنياً، أما روان التي مضى على اعتقالها قرابة الشهرين، فلم يتمكن أحد من عائلتها من زيارتها حتى الآن.
وتخشى الأم على أبنائها الخمسة من الاعتقال، خاصة أن أحدهم كان معتقلاً لمدة 3 أعوام، وكل ما تتمناه أن يتم الإفراج سريعاً عن ابنتها روان، لكنها لم تتحدث عن أمنيات الإفراج عن عبد الله، وكأنها تعرف أن الاحتلال نفسه، الذي حكم عليه بالسجن (19 عاماً)، لن تلين قسوته ليعفو بسهولةٍ عن فلذة كبدها.
وكان شقيق روان الأسير عبد الله سمحان (29 سنة) من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، والقابع حالياً في معتقل "نفحة"، علق إضرابه المفتوح عن الطعام قبل يومين، بعدما خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لـ 12 يوماً احتجاجاً على استمرار سلطات الاحتلال اعتقال شقيقته روان سمحان المحكومة بالسّجن لمدة 18 شهراً والقابعة في معتقل "الدامون".