قدم طلاب من جامعات جزائرية مختلفة عملاً فنياً يتواءم مع فكرة التغيير السلمي ومحاربة الفساد التي يتبناها الحراك الشعبي، الذي يتواصل منذ 22 فبراير/ شباط الماضي.
واستعرض الطلاب في عرضهم الذي سموه "صرخة الطلبة" بعض ما تعيشه مختلف مدن وقرى الجزائر من فقر وبطالة وتهميش، بداية بورقة مكتوب عليها بترول وغاز؛ في إشارة إلى الثروة النفطية في البلاد، ثم أوراق نقدية تعبّر عن الأموال الموجودة في الخزينة العمومية، في حين يظهر المال والنفط على كرسي أحمر يشبه كرسي الحكم المربوط في أيادي عدد من رجال الأعمال، بينما المجتمع الجزائري ينام في سبات يلفه الخوف.
وقال الطالب وليد عماري، المشارك في العرض لـ"العربي الجديد"، إن "الفكرة الأساسية تجسد معاناة القطاعات الخدمية في البلاد مثل الصحة والتعليم، وقطاع التوظيف العمومي، وتركز على تفشي التردي والفساد فيها، وكونها لا تلبّي حاجات المواطن البسيط الذي يضطر للتوجه نحو القطاع الخاص، بما يعني إفراغ جيبه، أو اقتراضه من أجل العلاج والتعليم".
كذلك يجسّد العرض مشكلات قطاع التعليم الذي يعاني من الاكتظاظ وإنهاك التلاميذ بالواجبات المنزلية، ما يضطر الأولياء إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية، أما قطاع العدالة والقضاء فاجتاحته الرشوة، وقطاع التوظيف اجتاحته المحسوبية.
وقالت الطالبة نورة بوملاطة لـ"العربي الجديد" إن "العرض الفني يؤكد على ضرورة إصلاح قطاع العدالة الذي يجب أن يتمتع بالاستقلالية عن قطاع المال والأعمال، وعن السياسة التي أفسدته"، حسب تعبيرها.
ويتناول العرض الطلابي أوضاع المجتمع الذي اجتاحته المخدرات، والتي باتت تباع في المدارس وفي الأحياء الشعبية، وقال الطالب علي دفوس لـ"العربي الجديد" إن "المخدرات تهدد تماسك الأسر الجزائرية، وتهدد الشباب وطلاب المدارس".
وشهدت الجزائر اليوم، للأسبوع العاشر على التوالي، مسيرات ومظاهرات للحراك الشعبي الذي يواصل المطالبة بتنحي رموز الفساد ومحاسبة "العصابة"، وقال الطالب وليد تيجاني لـ"العربي الجديد"، إن "الفساد موجود في رأس هرم السلطة، لكن الإصلاح يبدأ من القاعدة عبر العمل على التخلص من الخوف، ومحاسبة الفاسدين عن طريق ثورة سلمية من شأنها أن تكشف عن رؤوس الفساد، فالإصلاح يشارك فيه الجميع، والعرض الفني الطلابي جسّد معاناة سكان الجنوب والمدن النائية التي تعاني بسبب عقود من التهميش".