نفايات تتكدس في مخيّم عين الحلوة

08 سبتمبر 2018
حجم النفايات كبير يومياً (العربي الجديد)
+ الخط -
سكان مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، غاضبون. النفايات تكاد تجتاح مخيّمهم منذ عشرات الأيام. ويشكو محمد الخطيب الذي يسكن في الشارع التحتاني للمخيّم، من الوضع، مشيراً إلى أنّ النفايات تتكدّس في المكب الواقع بجوار منزله. ويقول إنّه "ممنوع إخراج كلّ النفايات دفعة واحدة، أمّا الحجّة فأمنية". ويطلق الخطيب صرخة في وجه وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وكلّ المعنيين بالوضع الذي وصل إليه المخيّم، مشدداً لـ"العربي الجديد" على أنّ "لا أحد يهتمّ بالأمر، ولا يُصار إلى رشّ المنطقة بالمبيدات اللازمة".

وتنتظر شاحنات وكالة أونروا لساعات أمام حاجز سينيق حضور عناصر من استخبارات الجيش اللبناني لتواكبها وتشرف على رميها في مكبّ صيدا. وهو الأمر الذي جعل النفايات تزداد تكدساً في المكان، حتى خرجت عن الحدّ المعقول في أيام عيد الأضحى. وبعدما أغلقت الطريق، حاول أهالي الحيّ حرقها، الأمر الذي كان ليهدد المنطقة لو حصل ووصلت النيران إلى الأشرطة الكهربائية. يُذكر أنّ الناس ضاقوا ذرعاً بهذا الوضع، فالحشرات تنتشر وكذلك الروائح الكريهة، بالإضافة إلى احتمالات الإصابة بأمراض عدّة.



في السياق، يؤكد جهاد موعد من "المبادرة الشعبية" في مخيّم عين الحلوة لـ"العربي الجديد"، أنّ "أزمة إخراج النفايات من المخيّم ما زالت مستمرة منذ أكثر من شهرَين. في البداية، اتُّهِمت الأونروا برمي أدوية في النفايات في حين تُحدّد معايير معيّنة لتلف الأدوية، لكنّ الأمر نُفيَ لاحقاً بعد التواصل مع المعنيين في الوكالة". يضيف موعد أنّ "اليوم، يُسمح بإخراج النفايات من المخيّم مرّتَين في اليوم، بعدما كان قبل أيام مرّة واحدة. والكميّة التي تُحمّل في مرّة واحدة تعني سعة شاحنة كبيرة واحدة وأربع شاحنات صغيرة، في حين أنّ الشاحنة الكبيرة كانت تخرج ثلاث مرات في اليوم الواحد والشاحنات الصغيرة أربع مرات أو خمس. وعدم التخلّص من النفايات بالطريقة الصحيحة يسبب أزمة صحية وبيئية". ويوضح موعد أنّه "عند وصول شاحنات النفايات إلى مكب صيدا بمرافقة من المعنيين وكذلك عمّال التنظيفات في المخيّم، يعمد هؤلاء إلى تفتيشها، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً. فينتهي بالتالي دوام عمل موظفي الأونروا، وبالتالي تتكدّس النفايات المتبقية في المخيّم".

الناس ضاقوا ذرعاً بهذا الوضع (العربي الجديد) 


ويتابع موعد أنّه "على خلفية ذلك، وبعدما ضاق ذرع الناس بما يحصل، تواصلنا مع المعنيين في الأونروا بصفتنا المبادرة الشعبية، للاطلاع على حقيقة الأمر. وقد علمنا أنّه بعد تحرّك قيادات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في المخيّم وتواصلهم مع المعنيين في استخبارات الجيش اللبناني، سُمِح بإخراج النفايات مرّتَين في اليوم، مع زيادة شاحنة كبيرة لنقل النفايات واثنتَين صغيرتَين". ويشير موعد إلى أنّه "عند تراكم النفايات، لا يستطيع العمّال إزالتها من كلّ الأحياء، مثلما حصل بعد عيد الأضحى، بل يكون الأمر مداورة بين حيّ وآخر. يُذكر أنّ ثمّة خمسة مكبات في المخيّم". ويؤكد أنّ "المبادرة الشعبية سوف تواصل اتصالاتها مع القوى السياسية حتى نحل هذه المشكلة، بعدما كانت قد تواصلت مع نواب وقيادات في منطقة صيدا (جنوب) وعدتنا خيراً". ويكمل: "نحن في المخيّم، وتحديداً في المبادرة، نرى أنّ ما يحدث يصبّ في إطار استهداف الفلسطينيين في عين الحلوة، ونحن نحمّل الدولة اللبنانية والأونروا والفصائل الفلسطينية مسؤولية ما يحصل".



من جهته، يقول أبو حسام، وهو مندوب الجبهة الشعبية في اللجنة الشعبية في مخيّم عين الحلوة لـ"العربي الجديد"، إنّ "موضوع النفايات هو موضوع صحي وبيئي واجتماعي، وعدم السماح للشاحنات المخصصة لنقلها بإخراج الكميّة كلها يؤثر سلباً على كل النواحي". يضيف أنّه "خلال اجتماعنا، نحن في اللجنة الشعبية، مع مدير وكالة أونروا في منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب، أعلمنا بأنّ الوكالة تجري الاتصالات اللازمة بهدف إخراج النفايات كلها من المخيّم".

في انتظار الحل (العربي الجديد) 


ويشير أبو حسام إلى أنّ "حجم تلك النفايات في اليوم الواحد يتراوح بين 55 و 60 طناً. لكن بسبب الإجراءات الأمنية، فإنّ ثلث تلك الكمية فقط يتمّ إخراجه". يضيف أبو حسام: "نحن تواصلنا كذلك مع الأجهزة الأمنية المعنية لعلّنا نتمكّن من حلّ هذه المشكلة، وما زلنا في انتظار الحل. ونحن نفضّل الحوار مع الأجهزة المعنية عن طريق الفصائل واللجان لحلّ هذه المشكلة، لأنّنا في المخيّم ما إن ننتهي من أمر حتى نواجه آخر، والأمن هو المبرر دائماً".