التوعية أبرز تحديات علاج "سرطان الثدي" في الشمال السوري

31 مايو 2018
الكشف المبكر عن سرطان الثدي ضرورة (Getty)
+ الخط -
تفتقر مناطق الشمال السوري إلى المراكز الكافية لعلاج سرطان الثدي، كما لا تضم أي فعاليات للتوعية بأهمية الكشف المبكر عنه، ما يؤخر اكتشاف المرض القاتل ويفاقم الخطر ويزيد التكاليف العلاجية.

ويقول الطبيب أحمد الجرك، من عيادة الكشف المبكر عن سرطان الثدي بمركز معرة النعمان، لـ"العربي الجديد"، إن "التوعية الصحية موجودة على نطاق ضيق، ولا تفي بالغرض. بعض المنظمات اعتمدت على موظفات الصحة المجتمعية في برامج التعريف بطرق الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ولكن يظل الأمر قائما في مناطق محدودة".

ويضيف الجرك أن "غياب الوعي الاجتماعي والصحي يؤثر على مرضى سرطان الثدي الذين تتدهور أحوالهم الصحية بسبب عدم الكشف المبكر عن المرض، والتي تكون في الأغلب السبب المباشر في عدم القدرة على علاج المصابات، ولذلك فإن التوعية بطرق الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وكل أنواع السرطان، لها دور كبير في الحد من المخاطر. سرطان الثدي مرض قابل للشفاء في مراحله الأولى".

وأضاف أن هناك طرقا عدة للتوعية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والإذاعة والتلفزيون، ومن الضروري مراجعة المراكز الصحية بشكل دوري للنساء بعد سن الخامسة والثلاثين لفحص الثدي، وتعريف النساء بطريقة الفحص الذاتي للثدي، والتأكيد على ضرورة تنبه من لديهن تاريخ عائلي مع سرطان الثدي لأقارب من الدرجة الأولى، فضلا عن نشر التوعية في المدارس الثانوية للبنات.

وعن العلاج، يوضح الجرك: "لدينا مراكز للعلاج الجراحي لسرطان الثدي، وهي كافية وكفاءتها جيدة، لكن هناك علاجا كيميائيا وعلاجا شعاعيا لإتمام علاج السرطان بعد الجراحة، وهذا غير موجود بالداخل السوري، ونضطر لتحويل المريضات إلى تركيا لإتمام العلاج، أو إلى مناطق سيطرة النظام في حالات نادرة".

ويضيف: "نحتاج إلى تجهيز مراكز أشعة، لأن المراكز الموجودة لا تكفي، فلا يوجد في الشمال السوري المحرر سوى مركزين لهذا الغرض، في حين نحتاج إلى عشرة مراكز على الأقل، كما نحتاج إلى مركز لعلاج الأورام يتضمن العلاج الكيميائي والشعاعي".


اكتشفت السورية غالية (38 سنة)، إصابتها بسرطان الثدي قبل نحو سبعة أشهر، واضطرت لاستئصال الثدي، وهي تتابع العلاج بالجرعات الكيميائية في مشفى بمدينة أضنا التركية ضمن برنامج علاجي محدد.

وقالت غالية لـ"العربي الجديد"، إنها عاشت فترة من الصدمة بعد اكتشاف إصابتها متأخرة بالسرطان، "في بداية الأمر لم نعرف ماذا نفعل، وإلى أين أتجه كون نفقة العلاج باهظة جدا، حتى لو باع زوجي المنزل فلن يكفينا ثمنه لإتمام العلاج. بعدها أبلغنا الأطباء ببرنامج العلاج المجاني في تركيا، فبدأت فيه على الفور".

ويقول ياسر (47 سنة)، من ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، إنه فقد زوجته قبل عام بعدما أصيبت بسرطان الثدي، وأنه لم يدرك أنها مصابة إلا بعد تفاقم حالتها الصحية، وبالتالي فلم يجدِ العلاج نفعا.

ويتابع ياسر: "كفلاحين بسطاء نمضي نهارنا في الأرض الزراعية، كيف لنا أن نعرف ما هو سرطان الثدي، وكيف نكتشفه. وفاة زوجتي وحزني يدفعاني إلى مطالبة المنظمات الأهلية والطبية بالعمل على تعريف الناس بالمرض، وكيفية اكتشافه بشكل مبكر لإنقاذ حياتهم".

المساهمون