علاج الإصابات البكتيرية من دون مضادات حيوية

08 ابريل 2018
الهندسة الوراثية أساس الفتوحات الطبية الجديدة(آن كريستين بوجولا/فرانس برس)
+ الخط -
تغيير البرمجة الوراثية لأحد الأشخاص يبدو أسهل بكثير مما تظن. فبينما تصبح تقنيات تغيير الحمض النووي على المستوى الجزيئي أكثر استخداماً اليوم، فإنّ هناك احتمالاً لتغيير وضعية اشتغال الجينات من دون اللجوء إلى التغيير الدائم للمادة الوراثية الكامنة. وهو ما يعني بحسب موقع "ذا كونفيرزيشن" الأسترالي أنّ في إمكاننا أن نؤثر في البنية الجينية من خلال العقاقير.

حقل "الإيبيجينيتيكا" أو علم التخلّق، يساعد منذ فترة الأطباء لفهم كيفية اشتغال بعض الأمراض، ولما يمكن للتمارين الرياضية أن تكون ذات نتائج مفيدة، وكيف يمكن أن نوقف الشيخوخة. لكنّ المحاضر في الكيمياء العضوية في جامعة "كارديف" الويلزية في بريطانيا، الدكتور يو هسوان تساي، وزملاءه، يحاولون تقصي دور علم التخلّق في البكتيريا. درس الفريق مؤخراً الطريقة المحتملة التي يمكن من خلالها للتخلق البكتيري وقف المرض من دون استخدام المضادات الحيوية. وبالنظر إلى أنّ كثيراً من البكتيريا تصبح مقاومة للمضادات الحيوية فلا تتأثر بها، يفتح هذا الاحتمال باباً أمام طريقة جديدة وفعالة لعلاج المرض.

يهتم الفريق خصوصاً بنوع محدد من البكتيريا معروف بـ"الراكدة البومانية"، وهو سبب رئيسي للإصابات التي يلتقطها الناس في المستشفيات، كما أنّه يقتل ما يصل إلى 70 في المائة من الأشخاص الذين يصابون به. المضاد الحيوي المستخدم ضد هذا النوع من البكتيريا لا يؤثر به إلاّ في الفترة الأولى فحسب، ليعود ويقاومها، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى تصنيفه كأكبر تهديد بكتيري على الصحة البشرية.

تشير الدراسة إلى أنّ إضافة مادة "آسيتيل" إلى بروتين مهم في جيناتنا يُسمّى "هيستون" يؤثر في تلك الجينات بالطريقة التي نرغب فيها، إذ يحفز الآسيتيل بعض الجينات، ما يعني تغيير الطريقة التي تتصرف بها الخلية.

الهيستون موجود كذلك في الخلايا البكتيرية ومهمته تنظيم حمضها النووي لأداء الوظائف المطلوبة، وزيادة الآسيتيل إلى الهيستون البكتيري المسمى "أتش يو" يمنعه من الصمود طويلاً، إذ تتغير طريقة عمله من التشغيل إلى التوقيف. وهو ما يقلص خطورة بعض أنواع البكتيريا كالسالمونيلا.


زيادة الآسيتيل إلى هيستون الـ"أتش يو" تؤثر بشكل كبير في طريقة التفاعل مع الحمض النووي الخاص بالبكتيريا، ما يعني التأثير في كيفية نمو البكتيريا وتفاعلها مع أعضاء الجسم. وهو ما يعني أنّ اختراع عقار يؤدي هذه المهمة، كفيل بوقف الإصابات البكتيرية إلى أبعد حدّ، من دون اللجوء إلى مضادات حيوية تفقد فعاليتها في كثير من الحالات.
دلالات
المساهمون