رأفت الحاج عمر.. فلسطينيّ لاجئ للمرة الثانية

11 مايو 2016
نحن عالقون في مخيّم نهر البارد (العربي الجديد)
+ الخط -

كان رأفت الحاج عمر لاجئاً فلسطينياً في مخيّم اليرموك في سورية، قبل أن تضطره الحرب القائمة هناك إلى الهرب إلى لبنان بحثاً عن الأمان. واستقرّ مع عائلته في مخيم نهر البارد (شمال) للاجئين الفلسطينيين.

يروي الحاج عمر: "تعذبنا كثيراً في نهر البارد. لم نستطع إيجاد عمل لنعتاش منه، ولم يعرنا أيّ من المسؤولين اهتماماً. كذلك، ما من مؤسسات تهتم بنا. وكل ما يقال عن وجود مؤسسات تُعنى باللاجئين لا صحة له. أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فتقديماتها لا تتعدى المائة دولار أميركي مرّة كل شهرين. كيف تكفي مائة دولار عائلة تتألف من ستة أو سبعة أفراد؟".

يضيف: "وهل تكفي لإيجار بيت؟ إن كان إيجار الكاراج بمائتَي ألف ليرة لبنانية (نحو 134 دولاراً)، فما بالك بالبيت؟ وإن ذهبت لتبحث عن عمل، يخفّضون فوراً الأجرة عندما يعلمون أنك لاجئ فلسطيني من سورية. بالتالي، إن كانت يومية العامل 30 ألف ليرة (20 دولاراً)، تصير خمسة عشر ألفاً (10 دولارات) أو أدنى".

من جهة أخرى، يشير إلى أن "قلة قليلة استقبلت اللاجئين بطريقة لائقة، في حين أن الآخرين غالباً ما يسألون: لماذا جئتم إلى هنا؟ أخذتم المعونات من أمامنا". يضيف: "عندما تتحسن الأوضاع في سورية، أعود على الفور، لأننا هنا نشعر بمذلة كبيرة. في سورية بيتي وأهلي وناسي، أما هنا فنعيش في ضائقة كبيرة". ويتابع: "خرجت العائلة كلها من سورية، وبقي فقط أخ لي هناك. نحن مضطرون إلى تأمين مصروفه الشهري. لا نعرف عنه شيئاً، لكن ثمة رجلاً يقصدنا فنرسل معه مصروفه. وتأمين هذا المصروف صعب جداً، إذ نحن غير قادرين على إيجاد عمل بشكل دائم. عموماً، العمل معدوم في لبنان تقريباً".

أما بالنسبة إلى الإقامات، فيوضح الحاج عمر أنهم يعيشون في المخيّم ولا يستطيعون الخروج منه، "لأن صلاحية إقامتنا انتهت قبل أكثر من ستة أشهر. وعندما صدر عفو، كنا نذهب لإتمام المعاملات بشكل قانوني، إلا أننا كنا نعامل كالعبيد". بالتالي، هو عالق هنا، خصوصاً أنّ "الهجرة صعبة لأنها تتطلّب مبالغ كبيرة، وليس باستطاعتي تأمين المال اللازم، أي ما بين سبعة آلاف وتسعة آلاف دولار. وثمّة أشخاص يتقاضون 12 ألفاً". يضيف أنّ "لا هجرة من لبنان. وإذا رغبت بذلك، عليك التوجّه إلى السودان، شريطة أن تتلقى دعوة".

ويخبر أنه قصد الأونروا "لإيجاد حلّ لأوضاعنا العالقة، لكن من دون جدوى. أنا عاطل من العمل منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، علماً أنني متزوج ولديّ ولدان".

المساهمون