كيف تستفيد غزة المحاصرة من النفايات البلاستيكية؟

10 أكتوبر 2016
A4DD3A01-527C-4F25-9AC9-7C56AA967BBE
+ الخط -
بأجهزة ومعدّات محلية الصنع، وبعض الطرق اليدوية، تمكّن الفلسطيني عمر الرملاوي، صاحب مصنع للمنتجات البلاستيكية، من إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، والخروج بمنتجات جديدة للمستهلك.

ورغم بدائية الآلات إلا أن "الرملاوي"، ومعظم أصحاب مصانع البلاستيك في قطاع غزة، استمروا في عملهم، و"تخليص البيئة من النفايات صعبة التحلل على مر السنين"، كما قال للأناضول.

وينتج صاحب المصنع، من حبيبات البلاستيك المعاد تدويره، خراطيم المياه، ومعدات الكهرباء البلاستيكية، وأكياس النفايات، وأكياس الدفيئات (الصوبات) الزراعية.

وفي هذا الصدد، أضاف الرملاوي "عملية إعادة التدوير، تتم في غزة بطرق بدائية، وماكينات محلية الصنع، بسبب التكلفة الباهظة للآلات المستوردة".

وتابع "ابتكرنا وصنعنا هذه الآلات البسيطة، وهي تفي بالغرض، وتخرج منتجا قويا، ينافس في جودته المنتجات المستوردة، والأهم أننا نحاول تقليص كمية هذه النفايات من المجتمع".


ويوجد في قطاع غزة 22 مصنعًا لصناعة الأدوات والمواد البلاستيكية من مواد خام أو من مواد مستعملة، حسب سامي النفار، رئيس الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية في قطاع غزة.

ولا توجد إحصائيات رسمية حول كمية النفايات البلاستيكية التي يتم إعادة تدويرها في قطاع غزة، كما يقول "النفار" للأناضول.

وأضاف "يعتبر التخلص من البلاستيك ظاهرة صحية للإنسان والبيئة، للقضاء على النفايات التي لا تتحلل في باطن الأرض سريعًا".

ويُنتج قطاع غزة حوالي 500 ألف طن من النفايات المنزلية سنوياً، بواقع 1900 طن يومياً، إذ ينتج الفرد الواحد ما يقدّر بكيلو غرام من النفايات بشكل يومي.

ويعتبر البلاستيك من النفايات التي تحتاج عقودًا من الزمن كي تتحلل، كما أنه من المخلفات الصلبة المؤذية للبيئة، حيث أظهرت العديد من الدراسات، والتقارير الدولية، أن هذه المواد تسببت بنفوق ومرض العديد من الحيوانات البرية والبحرية.

وتتم عملية إعادة تدوير البلاستيك، من خلال جمعه من حاويات القمامة، من قبل أطفال وشباب، يتخذون من ذلك مصدر دخل لهم.

ويبيع هؤلاء الجامعون، البلاستيك لأصحاب المصانع والشركات، والذين بدورهم يقومون بفرزه، حسب اللون والنوع، كي يتم الاستفادة منه بالطريقة الصحيحة.

ثم يتم تفتيت البلاستيك إلى قطع صغيرة للغاية، يعقب ذلك، عملية غسل له بمواد تنظيف، فتجفيف ثم تسخين وتقطيع، إلى أن تصبح المخلفات حبيبات صغيرة، صالحة للصناعة.

ويؤكد "الرملاوي" أن إعادة تدوير البلاستيك، تعود بالنفع الكبير على الاقتصاد القومي الفلسطيني.

وأضاف مستدركًا "لا يوجد هناك أي توجه من الجهات الرسمية، لتخليص البيئة من هذه المخلفات، والاستفادة منها".

ويعتبر مجال تدوير البلاستيك، مشغلا جيدا للأيدي العاملة في قطاع غزة، الذي يعاني من بطالة متفاقمة، بدءاً من عملية جمع البلاستيك، وصولا إلى التدوير، وفق الرملاوي.

ويعمل في مصنع الرملاوي 50 عاملا، مضيفًا "بإمكاننا توسيع الشركة لكن الظروف الحياتية في قطاع غزة لا تساعد على ذلك".

أما حاتم سرور، فإنه يستفيد من البلاستيك المستعمل، في صناعة الأدوات المنزلية، مثل الكراسي البلاستيكية والمناضد.

ويقول سرور للأناضول "يمكننا الاستفادة من المخلفات في صناعة أي شيء، عدا الأدوات المستخدمة في تناول وحفظ المواد الغذائية".

ومن أكبر العقبات التي تواجه سرور، وأمثاله من أصحاب هذه المهنة، هي مشكلة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في قطاع غزة.

ويتابع "لا تكفي ساعات الوصل الست (تخصصها شركة توزيع الكهرباء لكل منطقة في اليوم الواحد)، لإنهاء أي عمل، فمثلا العديد من الآلات تحتاج إلى ساعة ونصف تشغيل قبل أن تبدأ بالعمل".

ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء كبيرة، بدأت عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006.

وتفرض إسرائيل حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على قطاع غزة، منذ منتصف يونيو/ حزيران عام 2006، عقب فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية.

وفي 22 مايو/أيار العام الماضي، قال البنك الدولي، في بيان، إنّ "نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت 43 في المائة، وهي الأعلى في العالم، وأن نحو 80 في المائة من سكان القطاع يحصلون على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية، ولا يزال 40 في المائة منهم يقبعون تحت خط الفقر".

 (الأناضول)

 

 

ذات صلة

الصورة
أسواق إسرائيل، فرانس برس

اقتصاد

يهرع الإسرائيليون لشراء منتجات الطوارئ، على رأسها مولدات الكهرباء والمصابيح اللاسلكية والبطاريات الاحتياطية، خشية استهداف حزب الله اللبناني البنية التحية.
الصورة
خياط غزي (العربي الجديد)

مجتمع

ينشغل الخمسيني الفلسطيني سعيد اسليم بخياطة قميص على ماكينة الخياطة الخاصة به لكن بطريقة مُبتكرة، يعتمد فيها على دراجة ابنه محمد الهوائية في غزة.
الصورة
دمشق عاصمة سورية (فرانس برس)

اقتصاد

أصدرت حكومة النظام السوري قرارا بمنع بيع الطاقة الكهربائية المولدة عن طريق الأمبيرات، والتي تشكل بديلاً لكثير من السوريين في مناطق النظام بسبب انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يومياً.
الصورة
ورشة تدوير القماش في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

مجتمع

تعمل الفلسطينية إيناس الغول وفريقها "إبرة وسنارة" على جمع مُخلّفات القماش الزائدة من مصانع الملابس في قطاع غزة، من أجل العمل على إعادة تدويرها من جديد في أعمال متنوعة بطرق عصرية وحديثة من خلال هذه الأقمشة التي عادةً ما تكون مجرد نفايات.
المساهمون