إجراءات مشدّدة لمنع هدم البيوت التراثية في بغداد

06 ديسمبر 2015
أحد الأبنية التراثية في شارع الرشيد (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
أكدت أمانة بغداد أنها ستتخذ إجراءات مشددة لمنع تحويل البيوت التراثية إلى مبان تجارية، مشيرة إلى أنها حريصة على صيانة وترميم البيوت التراثية التي تمثل واجهة بغداد.

وأضافت الأمانة، في بيان صدر عنها اليوم الأحد، أنها لم تمنح أي إجازة هدم لأي جهة تروم تحويل بيت تراثي الى مبنى تجاري، مشيرة إلى "سعيها للحفاظ على هويتها المميّزة وتأصيل القيم والعناصر الأثرية فيها، التي تعد الركيزة الأساسية للمحافظة على المباني والمناطق التراثية في العاصمة بغداد، وحرصها على صيانة وترميم البيوت التراثية بالطريقة التي تحفظ لمدينة بغداد مكانتها ونسيجها العمراني المميّز بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة المعنية بشؤون الثقافة والتراث والآثار".

اقرأ أيضاً: التراث البغدادي نحو الاندثار

وتصاعدت حدة الجدل أخيرا في بغداد حول عمليات هدم وطمس متعمّدة للمناطق الأثرية في بغداد، خاصة العباسية والعثمانية، والتي تنفذها جهات مختلفة لعدة أسباب أبرزها الطمع المادي والجهل والدوافع الطائفية.

وقال فيصل الجنابي (65 عاماً)، أحد تجار بغداد، ويسكن منطقة الفضل، إن البيوت التراثية وأزقة بغداد القديمة وشناشيلها تعد أجمل ما يميّز بغداد، وهي إرث تراثي يجب الحفاظ عليه من معاول الهدم، وقد خسرت العاصمة الكثير من تلك البيوت بدافع التربّح من أصحابها، أو من خلال تحويلها إلى مبان تجارية وبيعها لأشخاص لا يعرفون قيمتها وبالتالي يهدمونها.

وأضاف في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "عدد البيوت التي هدمت يرتفع يوما بعد آخر في ظل الفوضى السائدة"، وأن جميع المسؤولين يهملون هذه القضية بما فيها أمانة بغداد، التي تقول ولا تفعل، لافتاً إلى عدم تشريع قوانين رادعة للحد من عمليات الهدم التي طالت تلك البيوت التي يندر وجودها في بلدان كثيرة، وهي آخر ما تبقى من الزمن الجميل، إضافة إلى الإهمال وعدم وضع خطة للحفاظ على هذه البيوت التي تعد واجهة لبغداد وحضارتها.

اقرأ أيضاً: نُصب بغداد.. شواهد على حقبٍ تاريخية

من جهتها، دعت الناشطة ليلى مجيد، مديرة مركز حواء القانوني، إلى ضرورة القيام بحملة توعية لمنظمات المجتمع المدني وكافة شرائح المجتمع، للتعريف بأهمية البيوت التراثية في بغداد، باعتبارها إرثاً حضارياً كبيراً لجميع العراقيين، من خلال طباعة بطاقات تشرح أهمية هذه البيوت توزّع على طلاب الجامعات، فضلا عن إقامة ندوات وحملات للحد من هذه الظاهرة.

وأكدت مجيد، في حديثها لـ"العربي الجديد"، على ضرورة الحفاظ على البيوت البغدادية التراثية، وغيرها من الشواخص الأثرية، لأنها تمثل موروثاً عمرانياً مهمّاً للعراقيين. أضافت أنه يمكن استغلالها كمراكز جذب للسياح. ورأت أن على الجهات المعنية الإسراع في سن قوانين لوقف الإهمال ومنع تحويل هذه البيوت إلى مخازن أو محلات تجارية وهدمها لمجرد الهدم، ما أدى إلى خلق صورة هندسية مشوّهة لبغداد.

وتعد شناشيل بغداد والبيوت التراثية وشارع الرشيد أهم ملامح العاصمة العراقية وذاكرتها منذ ثلاثة قرون، وهي آخر ما تبقى من ملامح بغداد القديمة التي شوّهت بفعل الحروب والإهمال الحكومي، هذه الملامح التي تعطي العمق المكاني والزماني لهذه المدينة وعراقة تاريخها، حيث تطل شناشيل البيت البغدادي من الطوابق العلوية على الأزقة الضيقة، لا سيما في مناطق مثل الأعظمية والبتاوين والمربعة والحيدرخانة والفضل وباب الشيخ والمهدية وأبو سيفين وسوق حنون في جانب الرصافة، والكاظمية والرحمانية وسوق حمادة والجعيفر في جانب الكرخ.

اقرأ أيضاً: العراق يطلب المساعدة في حماية آثاره
دلالات
المساهمون