أعلنت الأمم المتحدة أن عدد النازحين من شمال شرقي سورية إلى العراق الأسبوع المنصرم بلغ 7000 شخص، معظمهم اتخذ مخيّم باردراش في دهوك في كردستان العراق ملجأ لهم، والبعض الآخر التحق بعائلاته التي لجأت إلى العراق من قبل.
وأفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والتي وثقت نزوح 7100 شخص عبروا الحدود من يوم الإثنين الماضي حتى صباح أمس الثلاثاء. وبحسب المفوضية، فإنه من بين كل أربعة أشخاص توجد ثلاث نساء، ومن بين النازحين أطفال غير مصحوبين. ويحتاج بعض اللاجئين، وعلى وجه الخصوص الأطفال، إلى مساعدة اجتماعية-نفسية بسبب حالة الفزع والهلع التي أصيبوا بها مع ما شاهدوه من قصف وتفجيرات.
وذكرت المفوضية في بيان أمس الثلاثاء، أنه رغم وجود مراكز تسجيل واستقبال ومخازن تموين وشبكات مياه وكهرباء وصرف صحي في مخيم باردراش، إلا أن الزيادة في عدد سكان المخيم تتطلب توسيع نطاق الشبكات وتقديم الخدمات لعدد أكبر من اللاجئين.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري حملت تداعيات كبيرة على الوضع الإنساني داخل البلد. وبعد مرور نحو أسبوعين على بدء الأعمال العدائية، نزح أكثر من 176 ألف سوري، من بينهم 80 ألف طفل، كما تضررت البنية التحتية المدنية الأساسية. وإضافة إلى محطة العلوك، تضررت خطوط إمداد الكهرباء إضافة إلى الأضرار التي لحقت بأربعة مرافق صحية على الأقل. وفي ضوء ذلك تستمر الاحتياجات الإنسانية في الازدياد.
وأكدت "أوتشا" أن محطة العلوك لضخ المياه التي تخدم 400 ألف شخص في الحسكة ومخيمات النزوح المحيطة بها، تعطلت لمدة عشرة أيام. وقاد فريق من الهلال الأحمر العربي السوري جهود إصلاح وترميم المحطة بمساعدة خبراء من مديريتي المياه والكهرباء، ما ساهم في استئناف ضخ المياه لنحو نصف المتضررين حتى الآن، بينما سيتمكن النصف المتبقي من الحصول على المياه خلال الأيام والساعات القادمة. كما تمكن الفريق من إتمام مهمتين متتاليتين على خطوط المواجهة لإصلاح شبكات الكهرباء والماء.
وقال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية، عمران رضا، لدى عودته إلى دمشق من شمال شرقي سورية، إن تسهيل مهمّة الفرق سيساهم كثيرا في الحيلولة دون وقوع مشكلة إنسانية أكبر في تلك المناطق. وأضاف: "خلال جولتي الأخيرة في المنطقة، التقيت أسراً نازحة في مراكز الإيواء الجماعية وفي مخيم العريشة، التي يقطنها في الأغلب نساء وأطفال منذ أعوام، والبعض وصل إلى المخيمات قبل مدة قصيرة. وقد صُدمت بحالة الضعف الشديد التي تعتريهم، فالبعض نزح أكثر من مرة من مكان لآخر والكثيرون منهم فرّوا دون أن يأخذوا معهم أي شيء من ممتلكاتهم، ومعظمهم غادروا دون وجود شبكة أمان يعتمدون عليها".
وتابع: "رغم المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة، إلا أنه ثمّة حاجة ماسّة لزيادة حجم تلك المساعدات وتأمين الحماية والرعاية للمتضررين".
بالرغم من تحديات الأمان والوصول الإنساني الآمن، تعمل الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيون على زيادة مساعداتهم المنقذة للحياة، إذ يتم الإعداد لتقديم حصص غذائية شاملة إلى 580 ألف شخص في محافظتي الرقة والحسكة. وتتواصل الجهود لتقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والماء. ومع دخول فصل الشتاء، فإن الاستعدادات تجري على قدم وساق، وينصب التركيز على أكثر الفئات هشاشة في مخيمات النزوح والنازحين الجدد الذين يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية، بحسب البيان.
وأكد عمران رضا أن الأمم المتحدة والجهات الإنسانية الفاعلة ملتزمة بالبقاء وتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للأشخاص المحتاجين في شمال شرقي سورية. وحثّ الأطراف المتحاربة على توفير البيئة الآمنة لتسهيل عمل الفرق الإغاثية، ورحب بكافة الجهود التي تُبذل بهدف وقف التصعيد.
يُذكر أن نحو ثلاثة ملايين شخص يعيشون في شمال شرقي سورية. أما في العراق، وقبل وصول الدفعة الأخيرة من العابرين إلى باردراش، بلغ عدد السوريين 228 ألف شخص لجأوا خلال الأعوام الثمانية الماضية.