باتت العودة إلى الطبيعة أمراً ضرورياً للراغبين في العلاج بعيداً عن المستشفيات، ومن طرق العلاج المستمدة من الطبيعة اعتماد الملح الصخري الذي يلجأ إليه المصريون والسائحون الأجانب على حد سواء، وهو منحى قديم ويتجدد لعلاج الأمراض في مصر.
التقى "العربي الجديد" مؤسس أحد كهوف الملح الصخري في مصر، جمعة العقوري، وجال في أركانه كافة، حيث الضوء الخافت، والملح المنتشر في أرجائه، والذي يساعد على الاسترخاء والحدّ من التوتر.
وأوضح العقوري أن العلاج بالملح يبدأ من خلال استنشاق جزيئاته التي تنظف المسالك التنفسية، مشيراً إلى أن أي شخص يمكن أن يخضع للعلاج الطبيعي حتى الأطفال.
ولفت إلى أن الملح الصخري يعمل على تفتيت الطاقة السلبية في الجسم، ما يساعد على الاسترخاء وتحقيق الهدوء النفسي.
وعن تاريخ العلاج بالملح، قال العقوري: "العلاج بالملح جزء من تراث المصريين القدماء، وكان ملوك مصر القديمة ينثرون الملح في أركان المكان خلال افتتاح المعابد لتعقيمه وتطهيره من البكتيريا والجراثيم، وفي أوروبا يصفون الملح على اعتباره علاجاً تكميلياً، وينصح الأطباء مرضاهم بزيارة كهوف الملح مرات عدة خلال الشهر الواحد".
ولا تختلف كهوف الملح في تصميمها عن الكهوف الجبلية، وفقا للعقوري، إذ لا يستطيع الشخص أن يرفع رأسه إلا ويصطدم بصخور ملحية مدببة، فضلاً عن أن الغرف مجهزة من الملح الجاف، أما الجدران فهي عبارة عن مكعبات ملحية يلتصق بعضها ببعض.
وأوضح الأربعيني المصري أن التصاميم الملحية المتنوعة داخل كهف الملح تعمل على جذب الزائرين المصريين والأجانب على حدّ سواء، ومنها الأباجورات والشموع الملحية، بالإضافة إلى تصاميم تتخذ الشكل الهرمي، لافتاً إلى أن هذه الأشكال إلى جانب الألوان الهادئة التي اختيرت اختياراً علمياً تساعد على الاسترخاء ومدّ الإنسان بطاقة إيجابية مميزة.
وأكمل العقوري "التصاميم نزودها بمصابيح كهربائية لتسخين الملح الذي يتطاير منه البخار المزود بمواد معدنية لفتح مسام الجلد، ما يساعد على تنشيط الدورة الدموية، والقضاء على السموم في الجسم".
وعن المدة الزمنية الكافية للعلاج، قال العقوري: "الجلسة الواحدة تستغرق 60 دقيقة نظير 70 جنيهاً للفرد الواحد، ويسع الكهف 25 شخصاً"، لافتا إلى أن بعض الزائرين يجلسون، وبعض آخر يستلقي أو ينام، ويمسك الجالس بحفنة من الملح الخشن في يده كأنه يمارس رياضة اليوغا، بينما النائمون تغطي أجسادهم كمية كبيرة من الملح.