كشف نائب رئيس "جمعية مصارف لبنان"، سعد أزهري، أن صعوبة المرحلة التي يمر فيه البلد قد تركت تداعياتها على ربحية القطاع المصرفي ونموّه، خصوصاً أنها اقترنت بضرائب جديدة ومرتفعة على إيرادات القطاع، معتبراً أن الوضع يقتضي القيام بإصلاحات شاملة ومطلوبة للاستفادة من مؤتمر المانحين "سيدر" ولإنعاش الاقتصاد اللبناني وتحديثه.
أزهري، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام في "بنك لبنان والمهجر"، أوضح في مناسبة إعلامية اليوم الخميس، أن من هذه الإصلاحات؛ تلك التي تتم في المناخ الاستثماري بهدف تعزيز القدرة التنافسية وتشجيع الاستثمار، والإصلاحات في الحوكمة الرشيدة بهدف وقف الفساد وتحسين أداء المرافق العامة.
لكن من أهمّ وألح هذه الإصلاحات، برأيه، الإصلاحات في المالية العامة، حيث ارتفع عجز الموازنة نسبةً إلى الناتج إلى 11% في عام 2018 نتيجة سلسلة الرتب والرواتب، ويجب خفضه إلى 8% في عام 2019 للتقيّد بشروط مؤتمر "سيدر".
ويُعتبر الإصلاح المالي المدخل الرئيسي للنمو الاقتصادي الشامل ولخلق فرص عمل، بحسب أزهري، إذ إنه يرفع من التصنيف الائتماني ويخفض أسعار الفائدة ويوفر المزيد من التمويل للقطاع الخاص.
ورأى أزهري أنه "لا تخفى على أحد صعوبة وحساسية الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية التي تتطلّب معالجتها جهوداً متواصلة من مختلف الجهات المعنية"، بما يشمل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ووسائل الإعلام، إضافةً إلى القطاع الخاص الذي يمثّل القطاع المصرفي جزءاً لا يتجزأ منه، وكذلك مختلف فعاليات المجتمع المدني.