موظفو الرئاسة في غزة يحتجون على التقاعد المبكر

08 يناير 2018
شارك بالوقفة عدد من موظفي الرئاسة وأطفالهم(عبدالحكيم أبورياش/العربي الجديد)
+ الخط -

"نحن أبناؤك وبناتك في ديوان الرئاسة، لا نريد أن يسوء حالنا أكثر من ذلك، ولا نريد أن نمد يدنا للتسول من أحد. فقط نريد أن نحيا حياة كريمة"، هذه الرسالة وجهتها الطفلة سندس سويدان، ابنة موظف مكتب ديوان الرئاسة في محافظات قطاع غزة، ناهض سويدان، للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقالت الطفلة سويدان، التي وجهت رسالتها عبر "العربي الجديد" على هامش وقفة احتجاجية نظمتها النقابة العامة لموظفي الحكومة في محافظات غزة ولجنة العاملين في ديوان الرئاسة والمنظمات الشعبية، اليوم الإثنين، وسط مدينة غزة، إنها لم تتمكن من دفع رسوم الفصل الدراسي الحالي، بسبب تقليصات راتب والدها.

وشارك في الوقفة، التي جاءت احتجاجاً على قرار الإحالة الإجباري للتقاعد المبكر لموظفي ديوان الرئاسة المدنيين في قطاع غزة والمنظمات الشعبية، عدد من موظفي الرئاسة وأطفالهم، الذين حملوا صور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأعلام فلسطين، ورايات حركة فتح.

ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعارات تطالب بإلغاء قرار التقاعد المبكر لحوالى 400 موظف، ومنها "نطالب بحقوقنا الوظيفية وفقاً للقانون والدستور"، "أين المجلس التشريعي من التقاعد الإجباري للموظفين"، "لا للتقاعد الإجباري"، "الموظفون ضحايا استمرار الانقسام الفلسطيني"، "الموظفون يدفعون ضريبة الالتزام بالشرعية الفلسطينية"، "إخوتي تركوا الجامعة بسبب تقاعد والدي".


وأوضح ناهض سويدان وهو موظف مكتب ديوان الرئاسة في المحافظات الجنوبية، "قسم الضيافة والخدمات"، لـ "العربي الجديد": عشنا مع الرئيس عرفات طوال وجوده في غزة، مبيناً أن قانون التقاعد المبكر هضم حقوق الموظفين، وأدى إلى سوء ظروفهم المعيشية والحياتية والاقتصادية، وراكم الديون، وأضاف: "لم نعد قادرين على دفع رسوم المدارس (..) ارحموا عزيز قوم ذل".

سوء الحال تشابه بين كل المشاركين في الوقفة، إذ قال صالح حسونة، موظف ديوان الرئاسة في غزة، لـ "العربي الجديد"، إنه يعيل أسرة مكونة من 7 أفراد، وإن راتبه بدأ بالتأثر منذ قرار تقليص الرواتب شهر إبريل/ نيسان لعام 2017، وزاد الوضع سوءاً مع حلول نهاية العام بقرار التقاعد المبكر، مضيفاً: "كذلك فوجئنا في بداية عام 2018 بتقليص جديد بعد قرار التقاعد الإجباري".

وحمل الطفل محمد الشريف، والطفل عبد الله نجم، وهما ابنا موظفيْن في ديوان الرئاسة صوراً للرئيس الراحل ياسر عرفات وأعلام فلسطين، وقالوا لـ "العربي الجديد" إنهم جاؤوا احتجاجاً على قرار التقاعد المبكر، والذي أثر سلباً على ظروفهم المعيشية، وأضافوا "حُرمنا الكثير من الأشياء التي اعتدنا عليها بعد هذا القرار".

من ناحيته؛ ألقى موظف ديوان الرئاسة، الدكتور كمال حمدان، بيان النقابة العامة لموظفي الحكومة/ لجنة العاملين في ديوان الرئاسة والمنظمات الشعبية، أكد فيه على أن الوقفة تأتي رداً على "القرار التعسفي بإحالتنا للتقاعد المبكر الصادر بتاريخ 7/11/2017، والذي يمس بحقنا وحق عائلاتنا ويمس قوت أطفالنا ومستقبلهم".

وطالب حمدان بعودة الموظفين إلى ممارسة أعمالهم ووظائفهم، قائلاً: "نطالب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس ديوان الرئاسة بالعدول عن هذا القرار، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، ونرفض الانتقائية والأهواء الشخصية في الإبقاء على بعض الموظفين في أماكن عملهم".

ودعا إلى مساواة موظفي ديوان الرئاسة في غزة بزملائهم موظفي الديوان في رام الله في جميع الحقوق والواجبات، وإعطاء الموظفين درجاتهم المستحقة لهم خلال سنوات الانقسام، واحتساب درجات الموظفين من تاريخ استحقاقها بأثر رجعي، مع ما يترتب عليه من مستحقات مالية، كذلك احتساب علاوات غلاء المعيشة.

وطالب حمدان من أراد التقاعد المبكر بتقديم حوافز ومميزات للموظفين لتحفيزهم على التقاعد المبكر، ومنها احتساب نسبة التقاعد 70% على الأقل، واحتساب ما تبقى للموظف من سنوات حتى يبلغ سن التقاعد، كذلك احتساب المساهمات بنسبة 6% لجميع الموظفين، واستيعاب أبناء الموظفين المتقاعدين.

دلالات
المساهمون