الأردن يتجه إلى وقف الاستيراد من الصين

04 فبراير 2020
5 مليارات دولار قيمة الواردات من الصين (Getty)
+ الخط -

 

قال مسؤول أردني رفيع المستوى، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن بلاده تدرس حاليا إمكانية اتخاذ قرار بوقف الاستيراد من بكين، خصوصاً مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأراضي الصينية.

وأضاف المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن الجهات المختصة في بلاده تتابع تطورات الوضع في الصين، وكذلك شدّدت عمليات الرقابة على كافة البضائع الواردة منها، خلال هذه الفترة، وذلك لتفادي انتقال الفيروس إلى الأردن. وتتجاوز واردات الأردن من الصين 5 مليارات دولار سنويا، تتركز في الملابس والألعاب والمعدات الكهربائية والأجهزة الخلوية وغيرها، حسب بيانات رسمية.

وقرر وزير الداخلية الأردني، سلامة حماد، عدم السماح لجميع الجنسيات الذين لم يمض على تاريخ مغادرتهم الأراضي الصينية مدة لا تقل عن أسبوعين، من دخول الأراضي الأردنية.

ويأتي القرار حسبما أعلن حماد، مساء أول من أمس، لغايات الحفاظ على الصحة والسلامة العامة وللحيلولة دون السماح بانتقال عدوى فيروس كورونا إلى بلاده.

وفي هذا السياق، قال نقيب تجار المواد الغذائية الأردنية، خليل الحاج توفيق، لـ"العربي الجديد"، إن القطاع التجاري في بلاده لم يتأثر حتى الآن من التبعات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا في الصين، وذلك لوجود عطلة هناك ستمتد لبعض القطاعات حتى الخامس عشر من شهر فبراير/شباط الجاري، إضافة إلى توفر مخزونات بكميات كبيرة من السلع الصينية الموردة للأردن قبل انتشار الفيروس.

وأضاف توفيق أن الصين تعتبر من أهم البلدان التي يستورد منها الأردن احتياجاته من مختلف السلع، خاصة الملابس والمعدات وألعاب الأطفال وإكسسوارات الأطفال ومواد غذائية، وأن أي قرار بوقف عمليات الاستيراد منها، سيضر بالحركة التجارية، لكن العامل الصحي أهم بكثير ويتقدم على أي اعتبار.

ومن جانبه، قال ممثل قطاع الملابس في غرفة تجارة الأردن، أسعد القواسمي، إن التجار الأردنيين استوردوا مبكرا احتياجاتهم من الملابس الصيفية قبل انتشار المرض، كما هو المعتاد لدى التحضير للمواسم، وبالتالي فإن احتمال تأثر الحركة التجارية في هذا المجال إذا ما توقفت عمليات الاستيراد من الصين مؤقتا، سيكون محدوداً جدا. وتساور المواطنين مخاوف من السلع الصينية نتيجة لانتشار مرض كورونا، ورغم ذلك يتوقع مراقبون استمرار الإقبال عليها خلال الفترة المقبلة، خصوصاً الملابس، لرخص أسعارها مقارنة بنظيرتها من الدول الأخرى.

وقال الناشط في مجال حماية المستهلك، سهم العبادي، إن السلع الصينية تسيطر على السوق الأردني، نظرا لانخفاض سعرها، إلا أنها متدنية الجودة، والعزوف عن شراء هذه السلع في الفترة الحالية وارد، من باب التحوط من انتقال الفيروس، تحديداً مع الانعكاسات النفسية التي نتجت في مختلف الأسواق نتيجة لذلك.

وأضاف العبادي أن على التجار البحث وبشكل عاجل عن مصادر أخرى للاستيراد عوضا عن السلع الصينية لتفادي انتقال الفيروس للأردن، إضافة إلى تحسين نوعية السلع المباعة في الأسواق. ووفقا لبيانات رسمية، تراجع عجز الميزان التجاري الأردني بنسبة 3 بالمائة، على أساس سنوي، خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2019، إلى 3.5 مليارات دينار (4.9 مليارات دولار)، مقارنة مع نفس الفترة من عام 2018. وحسب بيانات صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الأردنية (حكومية)، بلغ عجز التجارة الخارجية 3.6 مليارات دينار (5.7 مليارات دولار) نهاية مايو/أيار 2018.