سيناريوهات خروج اليونان من اليورو

10 ابريل 2015
هل تغادر اليونان منطقة اليورو (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
ماذا لو تحقق السيناريو الصعب وهو خروج اليونان من منطقة اليورو، ما هي السيناريوهات المتوقعة والتداعيات المالية والاقتصادية لخروجها؟
يقول خبراء في لندن، إن أولى المعضلات التي ستواجهها اليونان، هي العودة لعملتها القديمة، "دراخما"، بعد ترك اليورو. ويشيرون، في هذا الصدد، إلى مكاسب ضئيلة قد تتحقق لأثينا مقابل خسائر ضخمة، ربما ستتكبّدها اليونان ومنطقة اليورو. فهنالك من يرى أن خروج اليونان من منطقة اليورو، سيمنح الحكومة اليونانية فرصة للعودة إلى عملة الدراخما وتخفيض قيمتها بنسبة كبيرة تسمح لليونان بزيادة صادراتها وإنعاش سياحتها، لأن العملة الضعيفة ستغري السياح من أوروبا وأميركا باختيار اليونان كوجهة سياحية، لما يحققونه من وفورات مقارنة ببلدان اليورو الأخرى. وكذلك هنالك اعتقاد أن خفض قيمة سعر صرف الدراخما سيسهم بدرجة فعالة في رفع تنافسية البضائع اليونانية على نظيراتها الأوروبية.
وبالتالي، يرى هؤلاء الخبراء أن العودة للدراخما ستكون لصالح إنعاش الاقتصاد اليوناني. وفي مقابل هذه النظرة، يرى خبراء اقتصاد أوروبيون، أن خروج اليونان من اليورو سيشكل كارثة لليونان، لأن اليونان ليست دولة صناعية أو ذات قوة تصديرية تجعلها تستفيد من العملة الضعيفة، أي الخروج من اليورو إلى الدراخما.
لكن ما هي السيناريوهات المعروضة لخروج اليونان من اليورو؟
على صعيد تحديد موعد خروج اليونان من اليورو، يقول العديد من خبراء المال إن منطقة اليورو ستحدد موعداً يصادف إجازة وطنية في اليونان لعدة أيام، حتى تتمكن الحكومة اليونانية خلالها من إغلاق جميع البنوك وماكينات السحب وتمنع بالتالي تحويلات اليورو خارج اليونان. ثم يقوم البنك المركزي بعد هذه الإجازة بتحويل جميع حسابات اليورو إلى الدراخما. ثم يتم تشجيع المواطنين على استخدام بطاقات الائتمان بدلاً من النقد إلى حين طباعة عملة الدراخما.
وبعد طباعة عملة "الدراخما"، سيتم تعويمها مقابل اليورو والدولار.
وفي هذا السيناريو، من المتوقع أن يقوم المودعون بإخراج إيداعاتهم إلى خارج اليونان، لأن قيمة اليورو في الخارج ستكون أعلى من قيمة اليورو المودع أو المدخر داخل اليونان، حيث سيتعرض اليورو بعد عملية استبداله بالدراخما إلى التخفيض. وبالتالي من المتوقع أن يتدفق أثرياء اليونان إلى لندن وسويسرا لإيداع أموالهم في البنوك البريطانية والسويسرية واستباق أي احتمال لخروج اليونان من منطقة اليورو.


اقرأ أيضا:
مخاوف تبخر الثروات تدفع الأوروبيين نحو" السندات السالبة"

وربما من الناحية الفنية، ستتخذ الحكومة اليونانية خطوة أولى في استبدال العملة، وهي أن يختم البنك المركزي اليوناني على أوراق اليورو المتداولة لدى المواطنين بختم الدراخما ويعمم ذلك في جميع البنوك التجارية. وهذا الإجراء سيكون إلى حين إكمال المركزي اليوناني عملية طباعة أوراق الدراخما. وفي حال حدوث مثل هذا السيناريو، فإن من المتوقع أن تنهار الدراخما في الأيام الأولى، ما يعني أن البضائع اليونانية الرخيصة جداً ستتدفق على أوروبا. ولكن ليست لدى اليونان صادرات يعتد بها، فهي دولة مستهلكة أكثر منها مصدّرة، وبالتالي فلن تكون الفائدة كبيرة من تخفيض قيمة الدراخما.
وكان ستيفن ديو، كبير الاقتصاديين في مصرف "يو بي إس السويسري"، قد حذر في تعليقات سابقة، من مخاطر خروج اليونان على الأسواق الأوروبية، حيث إنها ستهز ثقة المستثمرين في سندات اليورو. ويرى ديو، أن خروج اليونان من اليورو سيجعل من الصعوبة إعادة هيكلة الديون اليونانية. ويشير، في تعليقاته، إلى أن اليونان ستجد صعوبة حقيقية في إدارة الأزمة المالية المترتبة على الخروج من اليورو.
ومن المخاطر المتوقعة على الصعيد الداخلي، في حال خروج اليونان، انهيار النظام المصرفي وامتناع المستثمرين عن إقراض اليونان وارتفاع كلفة الاقتراض بالنسبة لدول منطقة اليورو الضعيفة الأخرى مثل البرتغال وقبرص.
أما البروفسور الزائر في كلية لندن للأعمال، جون ديفي، فقد أشار، في تعليقات مماثلة، قائلاً: "لا أحد يعلم ماذا سيحدث، ولكن المؤكد أن الخروج من منطقة اليورو سيكون كارثة بالنسبة لليونان، ولكنه لا يعني أن منطقة اليورو ستتفكك". وبررذلك بقوله إن اليونان ذات اقتصاد صغير ولن يؤثر على منطقة اليورو التي تضم 17 دولة. وتوقع ديفي قيام أثينا، في حال خروجها، بخفض عملتها الجديدة، "الدراخما"، بنسبة 70% على الأقل.
وأشار ديفي إلى أن الاقتصاد اليوناني سيعيش مرحلة من الفوضى، حيث ستجد اليونان الخارجة من منطقة اليورو، صعوبة في إيجاد تمويل أومن يقرضها، وبالتالي ستجد صعوبة في تسديد فاتورة الوقود ومعظم المواد الأساسية، كما أن السياحة، التي تعد مصدر الدخل الرئيسي للبلاد، ربما تتعرض لنكسة إذا تواصلت التظاهرات والاحتجاجات.
ومن الناحية القانونية، لا توجد نصوص لخروج دولة من منطقة اليورو، ويبدو أن خروج دولة من عضوية اليورو يعني عملياً كذلك خروجها من عضوية الاتحاد الأوروبي، وذلك حسب تصريحات سابقة لوزراء أوروبيين، حيث قالوا إن من المستحيل مغادرة اليورو والبقاء في الاتحاد.

اقرأ أيضا:
أوروبا تواجه الكساد واحتمالات الشغب في 2015
المساهمون