أعلنت قوّة تابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، إغلاق حقل "الشرارة" النفطي (جنوب)، الذي يعتبر الأكبر في البلاد.
واعتبرت "الكتيبة 30"، المكلّفة بحماية الحقل النفطي، في بيان، الإثنين، أن "وقف الإنتاج بالحقل، نتيجة لعدم استجابة المسؤولين بالدولة الليبية لمطالبها المتكررة".
وأوضحت أن مطالبها تشمل "تنمية مناطق الجنوب كافة، وتوفير الوقود والسيولة النقدية بالبنوك، ودعم المراكز الصحية والمستشفيات بالأدوية".
وتكافح ليبيا منذ مطلع العام الحالي، لزيادة إنتاج النفط الخام وتوفير حاجة السوق المحلية من الوقود والنقد الأجنبي من صادرات الخام.
ونجحت البلاد منذ يوليو/ تموز الماضي، في رفع إنتاجها فوق مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ الربع الثالث من العام 2013.
وتطالب الكتيبة أيضا بـ"الإفراج عن أبناء الجنوب المختطفين بالعاصمة طرابلس، وصرف المستحقات المالية للأفراد المكلفين بحماية الحقل من التابعين للكتيبة، وضم جميع أفراد الكتيبة لحرس المنشآت النفطية".
وحمّل البيان حكومة الوفاق تبعية عدم الاستجابة لمطالب تعتبر "حقوقا مشروعة، وتمثل رأي أغلبية الشارع جنوبي البلاد"، على حدّ تعبيره.
وفي 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، هدّدت تشكيلات مسلحة بإغلاق حقل "الشرارة" النفطي في حال لم يتم الإفراج عن شخصين من أبناء الجنوب، قالت إنهما "اختطفا" بالعاصمة طرابلس.
ويقع حقل الشرارة النفطي، الذي كان يبلغ معدل إنتاجه 340 ألف برميل يوميا، في صحراء مرزق (800 كلم جنوب طرابلس)، واكتشف العام 1980، وتشغله وتملكه شركة "رپسول" الإسبانية.
وحقل "الشرارة" ذاته كان هدفا لتلك الجماعات المسلحة التي أغلقته أكثر من مرة، لأسباب مختلفة قبل أن تعيد فتحه.
وقال مهندس بحقل الشرارة ومصدر بقطاع النفط الليبي، اليوم الاثنين، لوكالة "رويترز"، إن الحقل، وهو أكبر حقول البلد، مغلق منذ مساء الأحد، ليتوقف إنتاج أكثر من 230 ألف برميل يوميا.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان، اليوم، إنها تعمل على استئناف الإنتاج سريعا، وإنه لا نية في الوقت الحالي لإعلان حالة القوة القاهرة. ولم يذكر المصدران سببا لإغلاق الحقل، لكن مصدرا بقطاع تجارة الخام قال إنه مرتبط باحتجاج بشأن أجور.
وتأثر حقل الشرارة بتكرار الإغلاق الكامل أو الجزئي له هذا العام من جماعات مسلحة ومشاكل أمنية واحتجاجات.
وقال المهندس إن الشرارة كان يضخ نحو 236 ألف برميل يوميا قبل الإغلاق الأخير.
وليبيا معفاة من تخفيضات النفط التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وتسبب انتعاش إنتاج البلاد في تعقيد جهود المنظمة لتعزيز أسعار الخام.
وقاد مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، حملة على الإغلاقات، وطاف البلاد في مسعى للفوز بدعم المجموعات المحلية.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيانها اليوم، إنها تؤكد على موقفها الثابت من أنه لا مطالب تبرر وقف الإنتاج، مضيفة أن المؤسسة لا تتفاوض أبدا مع مثل هؤلاء.
وفي الشهر الماضي هددت مجموعة من جنوب غرب ليبيا، قرب الشرارة، بإغلاق الحقل بسبب احتجاز عضوي وفد سياسي في طرابلس، لكن المهلة التي حددتها والبالغة يومين انقضت دون إغلاق الحقل.
(العربي الجديد)