واشنطن بوست: الصين وجّهت أول ضربة "انتقامية" لقرارات ترامب الاقتصادية

02 ابريل 2018
العالم ينتظر من سيتخذ الخطوة التالية بكين أم واشنطن(Getty)
+ الخط -

وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الصادرة اليوم الإثنين، القرار الصيني بفرض رسوم جمركية على وارداتها من 128 سلعة أميركية بأنه "أول ضربة انتقامية" توجّه إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن العالم ينتظر حاليا من سيتخذ الخطوة التالية بكين أم واشنطن.

وأشارت الصحيفة، وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إلى أن الصين صدّرت إلى الولايات المتحدة الأميركية، خلال عام 2017، بما قيمته 505 مليارات دولار، في حين بلغت الصادرات الأميركية نحو 135 مليار دولار من البضائع إلى الصين في عام 2017، لافتة إلى أن الرئيس الأميركي لم يخف انزعاجه من هذا التفاوت الكبير في الميزان التجاري بين البلدين، وسبق أن صرح بأن "الفرق بين الرقمين كبير جدًا، ويجب التخلص منه أو تقليصه إلى حد كبير على الأقل".

وقالت "واشنطن بوست" إنه على الرغم من انتعاش سوق الأوراق المالية في العام الأول من ولاية ترامب، إلا أنها أخذت في الهبوط سريعا، أوائل 2018، وتراجعت بأكثر من 10%، وسط مخاوف من تأثير تهديدات ترامب التجارية على استقرار الأسواق العالمية. 
وأرجعت الصحيفة السبب وراء تلك القرارات الأميركية التي وصفتها بأنها "غير متسقة"، إلى مجموعة المستشارين المحيطين بالرئيس ترامب. لافتة إلى أن ترامب سبق وعبر عن استيائه من الاتفاقيات التجارية الأميركية متعددة الأطراف، لكن المحيطين به في ذلك الوقت، ومنهم ريكس تيلرسون وزير الخارجية، وغاري كوهين المستشار الاقتصادي، حذّروه من تهديد خصوم الولايات المتحدة التجاريين، لكن كليهما غادر منصبه. 

ويقول كبار مستشاري الرئيس الأميركي الحاليين إن نهج الرئيس ترامب التجاري سيساعد العمال الأميركيين عن طريق خلق المزيد من فرص العمل، وتعزيز الصادرات الأميركية في الخارج.

وفي نهاية مارس الماضي، اتهم ترامب الصين بأن ممارساتها التجارية مع الولايات المتحدة تسببت في إغلاق 60 ألف مصنع، وفقدان 6 ملايين وظيفة.
 
وكان ترامب قد أصدر قرارا، في التاسع من شهر مارس/آذار الماضي، يقضي بفرض رسوم جمركية تبدأ من 25% على واردات الصلب، و10% على واردات الألمنيوم، على أن يصبح هذا القرار نافذا بعد 15 يوماً، وتحديداً يوم 23 مارس 2018، مع إعفاءات مبدئية لدول الاتحاد الأوروبي وست دول أخرى. 

إلا أن وقع القرار الذي صدر من واشنطن كان في العاصمة الصينية بكين أقوى وأشد، فالصين التي تعتبر المنتج الأول في العالم للصلب والألمنيوم اعتبرت أن القرار بمثابة إعلان حرب تجارية عليها و"كارثة" للعالم بأسره، ورفضت بكين انتظار دورها في التفاوض.. بل لوّحت بضربة موجعة للولايات المتحدة، وقالت إنها ستتخذ تدابير مضادة.



وكانت وزارة المالية الصينية قد أعلنت، في بيان لها، أن لجنة الرسوم الجمركية في مجلس الدولة الصيني قررت فرض تعريفات بمقدار 15% على 120 من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، بما في ذلك الفاكهة والمنتجات ذات الصلة، وتعريفات بمقدار 25% على ثمانية منتجات أخرى. موضحة أن هذا الإجراء خطوة لحماية المصالح الصينية باستخدام قواعد منظمة التجارة العالمية، ولتعويض الخسائر الناجمة عن الإجراءات الأميركية. 
كما حثّت الصين، اليوم، الولايات المتحدة على إلغاء التدابير الحمائية التي تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، من أجل إعادة التجارة الثنائية للمنتجات ذات الصلة إلى طبيعتها.

وقالت وزارة التجارة الصينية، في بيان لها، إن التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الواردات من أقلية من الدول، تمثل إساءة استخدام لبند الاستثناء الأمني لمنظمة التجارة العالمية، ويتعارض- بشكل جدي- مع مبدأ عدم التمييز في نظام التجارة متعدد الأطراف.

(العربي الجديد)
المساهمون