ليبيا..السماسرة يشعلون أزمة غاز الطهو

19 يونيو 2016
غلز الطهو أزمة مستمرة منذ فترة(Getty)
+ الخط -

تصاعدت أزمة أسطوانات غاز الطهو في العاصمة الليبية طرابلس، خلال الأيام الماضية، حيث اختفت من مراكز توزيع الغاز، ووصل سعر استبدال الأسطوانة الوحدة إلى نحو 30 ديناراً بدلاً من سعرها الرسمي لدى شركة البريقة لتسويق النفط البالغ دينارين فقط.
وأكد الناطق الرسمي باسم شركة البريقة لتسويق النفط فتحي الهاشمي، لـ"العربي الجديد"، أن مشكلة نقص غاز الطهو بطرابلس ترجع إلى سماسرة الحروب الذين يستغلون اضطراب الأوضاع والانفلات الأمني، وتواطأ معهم بعض الموزعين الذين يبيعونها لهم بدلاً من المواطنين، ما تسبب في ارتفاع سعرها للمستهلك.
وأوضح الهاشمي أن شركة البريقة شكلت لجنة لمتابعة مراكز التوزيع، وسوف تلغي تراخيص من يقوم بالمتاجرة بها في حال ثبوت التهمة عليه.

ونفى وجود أي عجز في أسطوانات غاز الطهو، حيث تم توفير الكميات المناسبة مع دخول شهر رمضان، إلا أن تفاقم السوق السوداء أدى إلى عدم وصول الأسطوانات إلى مستحقيها.
وأكد الهاشمي أن المستودعات الرئيسية الموجودة في العاصمة تواصل توزيع الأسطوانات، ومن بينها مستودع "الهاني" الذى يوزع يومياً 27 ألف أسطوانة، بالإضافة إلى مستودعات "البريقة" التي توزع يومياً 22 ألف أسطوانة، موضحاً أن الشركة كانت تطرح أسطوانات غاز بعبوات أكبر إلا أنها توقفت عن البيع منذ مطلع العام الحالي بسبب شح الموارد المالية.

وتعاني ليبيا من أزمة اقتصادية خانقة بسبب تراجع إيراداتها من النفط لانخفاض أسعاره العالمية، وتراجع الإنتاج المحلي إلى أقل من 300 ألف برميل يومياً، مقارنة بنحو 1.5 مليون برميل يومياً قبل اندلاع الثورة عام 2011.
وحسب مواطنين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، يباع غاز الطهو عبر الباعة المتجولين على الأرصفة بمختلف مناطق العاصمة.
وشدّدت المجالس البلدية في طرابلس على ضرورة توفير الرقم الوطني والإقامة من أجل الحصول على رخص توزيع أسطوانات الغاز، ويستثنى منهم مَن حصلوا على رخص خلال أعوام سابقة. ولم تمنح شركة البريقة رخص توزيع أسطوانات غاز طهو منذ ما يقرب من عامين ونصف العام.
ولاحظ مراسل "العربي الجديد"، خلال جولة بالأسواق، ارتفاع أسعار تعبئة الغاز لأجهزة التكييف من 50 دينارا إلى 100 دينار، كما ارتفعت أسعار غاز السيارات والثلاجات.

وتنفق ليبيا سنوياً على دعم غاز الطهو المصنّع محلياً نحو 114 مليون دينار وتستهلك شهرياً نحو 227.803 ألف طن متري من الغاز، بحسب تقديرات شركة البريقة عام 2010.
وتأسست شركة البريقة عام 1971، عقب إدماج ثلاث شركات وطنية كانت تقوم بتسويق وتوزيع المنتجات النفطية في ليبيا (البريقة، والسدرة، والوطنية) في شركة واحدة مملوكة بالكامل للمؤسسة الوطنية للنفط، وقد أوكلت إليها مهمة التسويق والتوزيع ونقل المنتجات النفطية والسلع المكمّلة لها داخل ليبيا.
ولم تشهد الأوضاع المعيشية في ليبيا أي تحسن رغم مرور نحو 3 أشهر على تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، بسبب تفاقم الاضطرابات الأمنية وعدم اعتماد ميزانية لها وتأخر الاعتراف بها من قبل مجلس النواب في البيضاء (شرق البلاد)، الأمر الذي أدى إلى عجزها عن مواجهة أزمات البلاد الاقتصادية.


المساهمون