شبح التقشف يغير سلوك المستهلك الجزائري

30 يناير 2016
الغلاء يلهب جيوب الجزائرييين (Getty)
+ الخط -
حملت سنة 2016 الكثير من الأعباء الجديدة أثقلت كاهل المواطن الجزائري، كالزيادات في أسعار المواد واسعة الاستهلاك والكهرباء والغاز، وحتى الوقود الذي تصدره الدولة بكميات هائلة، لم يسلم من الزيادات التي أقرتها الحكومة في قانون المالية للسنة الحالية، فيما لم يجد المواطن بداً من تبني سياسة "شد الحزام" وتطليق سنوات الترف والبذخ والاستهلاك العشوائي.
ففي سنة 2015 بلغت قيمة الإنفاق السنوي الإجمالي للأسر الجزائرية على الغذاء 1.875 مليار دينار جزائري (23 مليون دولار) حسب دراسة قام بها الديوان الوطني للإحصاءات، أي ما يعادل 42% من إجمالي نفقات الاستهلاك السنوية.
وحسب نفس الدراسة، قُدر متوسط الإنفاق على الغذاء للفرد الواحد نحو ثمانية آلاف دولار سنوياً عند الأشخاص الأكثر ثراء وأكثر من 2700 دولار عند الفقراء.
وتنقلت "العربي الجديد" لسوق "علي ملاح" للخضر والفواكه واللحوم المشهور في العاصمة الجزائرية، رفقة أحد المواطنين المتقاعدين يدعى جمال.
وبعد جولة صغيرة ذُهل جمال من الأسعار، يتنهد قليلاً ثم يقول: "غير معقول.. إلى أين نحن ذاهبون، لحم الغنم بـ 1400 دينار للكيلوغرام الواحد ولحم البقر بـ 750 ديناراً جزائرياً، حتى الخس لم يسلم من الزيادات". وعند سؤاله عن كيفية التأقلم مع هذا الوضع، رّد جمال قائلاً: "سأتأقلم مع هذا الوضع، الحكومة فرضت علينا التقشف إذن سنتقشف.. سأكتفي بما هو ضروري".
أما ناصر برغل، وهو عون حراسة في شركة خاصة، فيقول لـ "العربي الجديد": "إذا استمرت الأسعار في التصاعد الجنوني، قد اضطر إلى شراء اللحم مرة واحدة في الشهر، راتبي لا يتعدى 2000 دينار جزائري (200 دولار)، سأتخلى عن شراء وجبة الغداء وسأطلب من زوجتي تحضير الأكل لي لأخذه معي".
في أحد المطاعم السورية الكبيرة في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، يقول رشيد .ب، لـ "العربي الجديد": "اعتدت المجيء إلى هذا المطعم كل أسبوع رفقة عائلتي، لكن مع غلاء المعيشة وتدني القدرة الشرائية، لن أستطيع الحفاظ على نفس المستوى المعيشي. أنا قلق منذ الآن على مصير عطلتي السنوية، هل سيمكنني السفر رفقة زوجتي وأبنائي إلى تونس كما كان عليه الحال في السنة الماضية، أم سنقضيها هنا في الجزائر".
وتتوقع الجمعية الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، أن يتأقلم المستهلك الجزائري مع الوضع الاقتصادي الراهن الذي تعيشه الجزائر بداية من شهر مارس/آذار، وذلك لأن الفرد الجزائري قد تعوّد حسب سمير القصوري نائب رئيس الجمعية في حديث جمعه مع "العربي الجديد" على "سنوات البحبوحة".

اقرأ أيضا: الجزائر ترفع أسعار النقل
المساهمون