حذر محللون من أن أسعار النفط يمكن أن تشهد ارتفاعاً كبيراً في حال اشتعل الوضع في منطقة الخليج وحدثت اضطرابات في مضيق هُرمز، وذلك إثر الهجمات الأخيرة على بُنى تحتية نفطية.
وأدت هجمات بطائرات دون طيار تبناها المتمردون اليمنيون الحوثيون إلى غلق خط أنابيب كبير الثلاثاء في السعودية، ما زاد من حدة التوتر في منطقة الخليج وذلك بعد يومين من عملية تخريب غامضة لأربع سفن قرب الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح المحلل ستيفان برينوك "حتى الآن لم يترجم الحادثان اضطراباً حقيقياً في العرض" النفطي، ما يفسر رد الفعل المعتدل في مستوى الأسعار.
لكنه تدارك أن "المنطقة آخذة في التحول الى برميل بارود وهناك حساسية خاصة لدى المستثمرين إزاء الأخبار التي تأتي من المنطقة".
ويمر عبر مضيق هرمز يومياً ما معدله 17.5 مليون برميل، ما يمثل نحو 20% من العرض العالمي من النفط، بحسب بلومبرغ.
أهداف استراتيجية
وكانت عمليات الحد من العرض، دفعت الأسعار إلى الارتفاع منذ بداية 2019، فيما تقوم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤها وبينهم خصوصاً روسيا، بخفض طوعي للإنتاج.
لكن دولتين عضوين في أوبك هما إيران وفنزويلا، تتعرضان لعقوبات أميركية تمنعهما من تصدير إنتاجهما ما يحرم السوق موارد مهمة من النفط الخام.
وكان التوتر تصاعد بين السعودية وإيران في نهاية إبريل/ نيسان بعدما شددت واشنطن عقوباتها بحق طهران، ووعدت الرياض بزيادة إنتاجها لتعويض النقص لدى الموردين، ما دفع إيران إلى التهديد بتعطيل الملاحة في مضيق هُرمز الذي يفصل بين إيران ودول الخليج العربية.
ولاحظ المحلل أوليفر جاكوب أنه بناءً على ذلك فإن هجمات الأيام الاخيرة جاءت ضد أهداف "رمزية".
وقال محللو "يوني كريدت": "نرى أنه من غير المرجح كثيراً أن يتم غلق مضيق هُرمز بالكامل".
وفي تقريرها الشهري الصادر اليوم الأربعاء، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "ليس هناك اضطراب في التزوّد بالنفط والأسعار ترتفع في شكل طفيف".
في سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الأربعاء، عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قوله إن من السابق لأوانه التنبؤ بقرار مستقبلي بخصوص اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي في ظل الضبابية التي تشهدها السوق بسبب الوضع في فنزويلا وإيران وليبيا.